ناقشت قمة المعرفة خلال جلسة «الأمن الغذائي بين سلاسل التوريد المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي» ما سببته جائحة «كوفيد 19» من أزمة اقتصادية عالمية خلال العامين الماضيين وما تتيحه صناعة المعرفة من أجل تطوير نظم اقتصادية مستقبلية تتمتَّع بالمرونة في التعامل مع الأزمات خاصة فيما يتعلَّق بالحاجة إلى سلاسل إمداد مستدامة تحقق الأمن الغذائي وتلبّي الحاجات الحالية مع ضمان الموارد المستقبلية للأجيال القادمة. وبحث عبد المجيد يحيى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في الإمارات، وأرمن سدركيان، عالم اقتصادي في منظمة الغذاء والزراعة، ولويز ناش، المدير التنفيذي والمؤسِّس لشركة «سيركوليريت»، كيفية إنشاء سلاسل توريد مستدامة لا تتأثر بالأوبئة، وتلبي الحاجات الحالية مع ضمان استمرارية الموارد المستقبلية. الاكتفاء الذاتي وأكد عبد المجيد يحيى أهمية الأمن الغذائي العالمي، الذي شهد تدهوراً خلال السنوات الماضية، حيث إن هناك 365 مليون شخص حول العالم من الفئة الأشد جوعاً، وذلك بفعل الأزمات الصحية، وأزمة التغير المناخي، خاصة في بلدان القارة الإفريقية، مشيراً إلى أنَّ جائحة كوفيد 19 كانت سبباً مباشراً في زيادة التأثيرات غير المواتية، ما نتج عنها زيادة تكاليف الشحن وانخفاض سلاسل الإمداد. من جانبه، استعرض أرمن سدركيان تجربة الإمارات في توفير جميع احتياجات السكان خلال أزمة الجائحة، قائلاً: «إن الإمارات من أفضل دول العالم في توفير الغذاء، ولديها أمن غذائي قوي، حيث طوَرت من استراتيجياتها لتأمين الغذاء لتصبح رائدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاعات متعددة، كما تمتلك استدامة في مواردها بفعل الاهتمام بالإنتاج والبيئة في آن واحد». التعليم الغذائي وفي السياق ذاته، أكدت لويز ناش أن العالم يحتاج إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام من خلال تحليل وضع سلاسل الإمداد، والاهتمام بالموارد الطبيعية وذلك من أجل الوصول إلى سلاسل إمداد مستدامة، مشيرة إلى أنَّ زيادة التعليم الغذائي للأطفال أمر بالغ الأهمية من أجل إرساء الثقافة لدى المستهلكين والوصول إلى التوازن في معدلات العرض والطلب. التأهب للأوبئة وخلال إحدى جلسات «قمة المعرفة» بحث ماثيو غريفن، خبير ومستشرف للمستقبل، كيفية تشكيل المستقبل والتأهب للأوبئة، حيث قال: «إن العالم يتغير بطريقة متسارعة بفضل الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، وإنَّ كل هذه الأجيال من التكنولوجيا ستحدث تغيراً كبيراً خلال السنوات المقبلة، ومثالاً على ذلك أخذ العلماء 5 أعوام من أجل إيجاد لقاح، وخلال كوفيد-19 لم يستغرق الأمر 3 أشهر، وفي المستقبل بين 2025 و2030 في حال ظهور أوبئة لن يستغرق توفير لقاح أي وقت». التغيُّر المناخي وناقشت إحدى جلسات قمة المعرفة بعنوان «الأوبئة وتأثيرها في المناخ سلاح ذو حدين»، التأثيرات البيئية السلبية لجائحة كوفيد-19، والجانب الإيجابي من الجائحة، إضافة إلى الدروس والعبر المستفادة من كوفيد 19 للتخفيف من آثار التغير المناخي. وتحدثت كاثرين بروس، قائد فريق عمل مركز علوم الاستدامة وتغيُّر المناخ لدى شركة دبليو إس بي الشرق الأوسط بدايةً عن الجوانب الإيجابية التي أثّرت في البيئة والمناخ. حيث أدّت عمليات الإغلاق وفرض القيود إضافة إلى التقلُّص الحاد في السفر وحظر التنقلات والنشاطات الاجتماعية والتجارية إلى انخفاض مستوى تلُّوث الهواء، مشيرة إلى أنَّ الجائحة خلَّفت أيضاً آثاراً سلبية في زيادة المخلفات والاعتماد بشكل أكبر على المخلفات والنفايات البلاستيكية صعبة التحلُّل نظراً لسهولة توفيرها وقلة تكاليفها، والتي تؤثِّر بشكل كبير في النظام البيئي والبحار والمحيطات، وبالتالي في الكوكب بشكل عام. من جانبه، أكد إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة لدى شركة ماجد الفطيم القابضة أنَّ قضية التغيُّر المناخي إحدى أهم القضايا البيئية على المستوى العالمي، وتمثل تهديداً مباشراً لمستقبل الكوكب والبشرية ككل، وأنَّ العالم شهد تغييرات كبيرة إيجابية وسلبية غير مسبوقة خلال جائحة كوفيد 19، حيث ظهرت الآثار الإيجابية من خلال الأرقام التي كشفت عن أنَّ إجراءات الحجر الصحي أسهمت في تقليل نسب التلوث البيئي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :