التفت أكثر من 250 دراجة مضيئة، حول مبنى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، تزامنًا مع فعاليات برنامج “بايكون” الذي يقيمه “إثراء” سنويًا، إذ رسمت الدراجات مشهدًا رياضيًا بطابع علمي تحقيقًا لمفهوم “السرعة” الذي يعدّ شعارًا لبرنامج هذا العام، وذلك بالتعاون مع وزارة الرياضة، في حين اتجهت أنظار آلاف الزوّار لبدء سير الدراجات وسط تقسيم المشاركين إلى فرق يقودهم محترفين في قيادة الدراجات. ومع العد التنازلي لتأهب لـ “لحظة بايكون” في تمام الساعة التاسعة مساءً يوم الاثنين الماضي، انطلق سيل الدراجات التي تضيء كلما زادت سرعتها، في حين بدأ الهيكل الخارجي للمبنى باحتساب المسافة التي تم قطعها، ليعلن بعد مرور 50 دقيقة حُفلت بالدهشة والشغف عن تحقيق الهدف بقطع 2000 كم، وسط حماس منقطع النظير وتشجيع من قبل الزوّار للمتسابقين. وفي حراك لمشهد علمي رياضي غير اعتيادي، عبّر العديد من هواة الدراجات عن أسباب مشاركتهم في “لحظة بايكون”، حيث وصفت (منى سالم) مشاركتها بأنها “تنمية لهوايتها في ركوب الدراجات”، حيث وجدت نفسها في هذا النوع من الرياضة الذي يعكس مفهوم السرعة علميًا، فيما تشارك (عبير أبو السعود) أبنائها في الحدث الأكبر في “بايكون”، مبينة “مشاركتي جاءت بتشجيع من أبنائي ونحن من فريق رياضي للدراجات، وكنت على الدوام أشجع أبنائي في صغرهم على تلك الهواية ،وحاليًا هم من يدعموني بإصرارهم على تواجدي دومًا في سباقات الدراجات المضيئة”. ورغم شغف الزوّار طيلة فعاليات “بايكون” الذي انطلقت يوم الخميس الماضي وتستمر حتى 19 مارس ، إلا أن “لحظة بايكون” ضاعفت حضورهم زُهاء الثلاث ساعات المحددة للفعالية التي استطاعت العبور بسلاسة كمؤثر بصري؛ لتشكّل محطة علمية أجابت على أسئلة الباحثين عن نظريات وحقائق حول السرعة وربطها بالواقع الحقيقي والمتغيرات المجتمعية، بحسب ما ينقله أحد المشاركين (مجد بلال) القادم من مدينة الرياض للمشاركة في الدراجات المضيئة بهدف إشباع شغفه الرياضي وفضوله العلمي، موضحًا “شاركت في وقت سابق لفعاليات تتعلق بالدراجات المضيئة، والفارق بينها وبين “لحظة بايكون” التنظيم والقدرة على السير بطريقة آمنة”. تجدر الإشارة إلى أن “لحظة بايكون”، شهدت تفاعل مجتمعي حيّ؛ لاستكشاف مكامن السرعة والتعّرف على النظريات العلمية بأطر وأدوات ابتكارية، وهذا ما يسعى إليه “بايكون” الذي يعدّ حدث علمي سنوي يتضمن سلسلة من البرامج والحوارات الهادفة التي تستهدف فئة الشباب؛ لتحقيق التواصل العلمي الذي يصنّف في طليعة جهود “إثراء” استكمالًا لرسالته الرامية إلى دعم ونشر المعرفة والإبداع بين أوساط الشباب.
مشاركة :