تتحوّل الأشياء، مهما تواضعت قيمتها، بين يدي الفنان الجزائري عبدالله ثاني محمد إلى تحف وإكسسوارات وأدوات للزينة. وتُعدُّ مرحلة تشكيل هذه التحف شوطا متقدِّما في مسيرة الفنان القاطن بولاية وهران، الذي صهرته التجربة وأنضجته على نار هادئة، بدأت قبل سنوات طويلة حين كان يُمارس الرسم أمام زملائه من التلاميذ، فينال إعجابهم وإعجاب المدرّسين الذين شجّعوه على مواصلة طريق الإبداع. ويقول الفنان لوكالة الأنباء العمانية إنّ مسيرته المبكرة مع الفن التشكيلي والرسم جعلته يتطوّرُ بتراكم الخبرات والتجارب؛ فلم يترك مجالا فنيّا إلا وجرّبه، بداية من الرسم بالأقلام الملوّنة، مرورا بالألوان الزيتية والأكواريل والرسم بالرمال وعلى الزجاج والقماش والخشب، إلى أن احترف تزيين واجهات المحلات والمقاهي والمطاعم. ويؤكّد عبدالله أنّ ضرورات كسب لقمة العيش فرضت عليه أن يشتغل لحاما، يقتني الأبواب والنوافذ القديمة ويُعيد تزيينها وتجديدها ثمّ يعرضها للبيع. ولم تتوقّف التجربة الإبداعية لعبدالله عند هذا الحدّ بل تواصلت باكتشافه قبل عامين فكرة تحويل بعض المقتنيات المعدنية كالملاعق والسكاكين وشوكات المطبخ وحتى البراغي، إلى تحف فنيّة مثل حيوانات وطيور داجنة، تصلح أن تكون جزءا من زينة البيت. ويؤكد الفنان أنّ إقامته ببلدة غريان الليبية سنة 1997 حيث اشتغل أستاذا للصناعة التقليدية أفادته كثيرا وجعلته يزدادُ تمرُّسا في مجال الفنون، وهذا ما دفعه إلى استغلال خبراته للاحتفاء التراث المحلّي لمدينة وهران والتعريف به عبر إعادة تشكيله وتقديمه إلى الجمهور في لوحات تمزج بين روح الأصالة والتجديد.
مشاركة :