(شينخوا) اعتقلت السلطات الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء) 25 فلسطينيا من الضفة الغربية وشرق القدس، في وقت قررت تعزيز قواتها الشرطية في المدينة المقدسة خشية من تدهور الأوضاع الميدانية. وذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات تخللها دهم منازل تركزت في جنين وسلفيت ورام الله والبيرة والخليل طالت 19 شخصا بينهم أسرى من المحررين. وأفاد شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية بأن مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش في جنين أصيب على إثرها العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأضاف النادي وهو منظمة غير حكومية أن قوات الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 6 فلسطينيين من قرى وبلدات القدس الشرقية. ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال ودهم شبه يومية في الضفة الغربية وشرق القدس في إطار ملاحقة فلسطينيين يصفهم بـ"المطلوبين"، فيما يقول الفلسطينيون إنها غالبا ما تطال مدنيين. من جهة أخرى، قرر مفتش عام الشرطة الإسرائيلية تعزيز القوات في القدس بمئات العناصر الإضافية خلال الأيام القريبة القادمة خشية من تدهور الأوضاع الأمنية بحسب ما ذكرت صحيفة (يسرائيل هيوم). وقالت الصحيفة إن الشرطة اتخذت قراراً بالدفع بالمئات من عناصرها إلى القدس سعيا لمنع تصعيد خلال فترة الأعياد اليهودية القريبة والتي تتزامن مع شهر رمضان. وحسب الصحيفة فإن الشرطة طلبت من عناصرها في القدس بالمحافظة على أعلى درجات اليقظة وذلك بعد تنفيذ عمليتين نفذهما فلسطينيين اثنين في البلدة القديمة خلال الأيام الماضية. وتعليقا على ذلك، قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي إن المدينة المقدسة تشهد "تصعيدا خطيرا عبر الإجراءات الإسرائيلية التي تحاول من خلالها وضع قواعد تسبق شهر رمضان ليتحكم بحرية الوصول للمسجد الأقصى". وكشف الرويضي في تصريح للصحفيين في رام الله أن القيادة الفلسطينية تتواصل مع الأردن وأطراف دولية مختلفة لوضعهم في صورة ما تخطط له السلطات الإسرائيلية في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، محملا إياها المسئولية عن أي تصعيد ميداني. وأكد الرويضي أن إسرائيل "لا تملك أي سلطة داخل المسجد الأقصى وهو مكان للمسلمين وحدهم بمساحته الكاملة، مشددا على ضرورة منع المخططات الإسرائيلية الهادفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد". والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم، إذ تبلغ مساحته (144 دونما) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين، ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها. في سياق قريب، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية في بيان تجريف آليات إسرائيلية أراض فلسطينية أمس الاثنين في قرية "بيت صفافا" جنوب شرق القدس لصالح لإقامة مستوطنة جديدة. وقالت الوزارة في بيان إن المشاريع الاستيطانية تندرج في إطار "عمليات الضم التدريجي الزاحف وتعميق نظام الفصل العنصري الاستيطاني بما يؤدي إلى تخريب أية جهود إقليمية ودولية مبذولة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع". وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير على "استقرار وأمن ساحة الصراع والمنطقة برمتها وهو دليل جديد على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي امتداد للحكومات السابقة معادية للسلام وتنتهك القانون الدولي وتتمرد على قرارات الشرعية الدولية". وأشار إلى أن الوزارة تتابع تحركاتها لتهيئة الظروف الدولية المناسبة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لوضعه أمام مسئولياته بشأن الاستيطان ومخاطره على فرص تحقيق السلام والحلول السياسية للصراع ومطالبته بالوفاء بالتزاماته اتجاه القرارات الأممية ذات الصلة خاصة تطبيق القرار 2334.
مشاركة :