(شينخوا) التقى يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الاثنين في العاصمة الإيطالية روما. أجرى الجانبان تواصلا صريحا ومعمقا وبناء بشأن العلاقات الصينية الأمريكية، فضلا عن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. يتفق الجانبان على التنفيذ المشترك للتوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، وتعزيز التفاهم، وإدارة الخلافات، وتوسيع التوافق، وتوطيد التعاون، من أجل تهيئة الظروف المناسبة لإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار التنمية السلمية والمطردة. وقال يانغ، وهو أيضا مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه بين رئيسي الدولتين هو المهمة الأكثر أهمية بالنسبة للعلاقات الصينية الأمريكية. وذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ اقترح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون القائم على الكسب المشترك بوصفها المبادئ الثلاثة في تنمية العلاقات الصينية-الأمريكية في العصر الجديد، وهو ما رسم المسار لتنمية العلاقات الثنائية. استجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن بإيجابية مع تقديمه لتعهدات مهمة مثل أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة أو إلى تغيير النظام في الصين، ولن تقف ضد الصين من خلال تعزيز التحالفات أو دعم "استقلال تايوان" أو السعي إلى مواجهة مع الصين، حسبما قال يانغ. وذكر يانغ إن الجانب الصيني ينظر دائما إلى العلاقات الثنائية ويتعامل معها وفق للمبادئ الثلاثة التي وضعها الرئيس شي، معربا عن أمله في أن يتمكن الجانب الأمريكي من الوفاء حقا بوعود الرئيس بايدن. وأضاف أنه في ظل الوضع الدولي الحالي، يتعين على الصين والولايات المتحدة تعزيز الحوار والتعاون وإدارة الخلافات بشكل صحيح ومنع الصراع والمواجهة، وهو أمر لا يخدم مصالح الشعبين فحسب، وإنما يلبي أيضا تطلعات المجتمع الدولي ومصالح الشعوب في جميع أنحاء العالم. ولدى تأكيده على أن مسألة تايوان تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها، قال يانغ إنه في البيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة، اعترف الجانب الأمريكي صراحة بأنه لا توجد سوى صين واحدة وأن مبدأ صين واحدة هو الأساس لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة وكذلك الأساس السياسي لعلاقاتهما. وذكر أن الإدارة الأمريكية الحالية تعهدت بالالتزام بسياسة صين واحدة وعدم دعم "استقلال تايوان" فيما يتعلق بمسألة تايوان، ولكن من الواضح أن أفعالها تتعارض مع تصريحاتها. وأشار يانغ إلى أن الجانب الصيني يعرب عن قلقه البالغ ومعارضته الشديدة للتصريحات والأفعال الخاطئة الأخيرة للجانب الأمريكي بشأن المسائل المتعلقة بتايوان، مضيفا أن أي محاولات للتهاون مع القوى الانفصالية "لاستقلال تايوان" ودعمها، أو اللعب بـ"ورقة تايوان" واستخدام مسألة تايوان لاحتواء الصين ستكون محاولات عقيمة. تحث الصين الجانب الأمريكي على إدراك الحساسية العالية لمسألة تايوان، والالتزام بمبدأ صين واحدة وأحكام البيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة والالتزامات التي قطعها الجانب الأمريكي على نفسه، والتوقف عن السير في المسار الخطير. وشرح يانغ موقف الصين الرسمي بشأن المسائل المتعلقة بشينجيانغ والتبت وهونغ كونغ، مشيرا إلى أن هذه القضايا تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين وهي شؤون داخلية للصين ولا يُسمح بأي تدخل خارجي فيها. وقال إن أي محاولة لاستخدام هذه القضايا لقمع الصين ستبوء بالفشل. وأشار يانغ إلى أن السعي وراء أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات وبناء جسر للتعاون فوق التسوية المناسبة للخلافات هو السبيل الصحيح بالنسبة للصين والولايات المتحدة للتوافق مع بعضهما البعض، وهو الأمر الذي اختُبِر بالممارسة منذ صدور بيان شانغهاي قبل منذ 50 عاما. وقال إنه يتعين على الجانبين التعلم من التاريخ، واستيعاب مبدأ الاحترام المتبادل، والحفاظ على القاعدة الأساسية للتعايش السلمي، واغتنام مفتاح التعاون القائم على الكسب المشترك. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية بما في ذلك القضية الأوكرانية، والقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، والقضية النووية الإيرانية، والقضية الأفغانية.
مشاركة :