روسـيـا تـفـرض عـقـوبـات عـلـى بـايـدن ومـسـؤولـيـن أمـريـكـيـيــن كـبـار العواصم – الوكالات: قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إنه «يجب أن نعترف» بأن أوكرانيا لن تتمكّن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حين أن هذا الملف هو أحد الأسباب التي قدمتها روسيا لتبرير عمليتها العسكرية في اوكرانيا. وأضاف الرئيس الأوكراني في مؤتمر عبر الفيديو خلال اجتماع لقادة قوة المشاة المشتركة، وهو تحالف تقوده بريطانيا «سمعنا لسنوات أن الأبواب مفتوحة، لكننا سمعنا أيضا أنه لا يمكننا الانضمام (إلى الناتو). هذه هي الحقيقة ويجب أن نعترف بها». وتابع: «أنا سعيد لأن شعبنا بدأ يفهم ذلك ويعتمد فقط على قوته». ومع ذلك، أعرب عن أسفه لأن حلف شمال الأطلسي «الذي يبدو مذهولا بسبب العدوان الروسي» يرفض إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. وقال «نسمع ذرائع مفادها أن «الحرب العالمية الثالثة» يمكن أن تبدأ إذا أغلق الناتو مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية. ولهذا السبب لم يتم إنشاء المنطقة الإنسانية فوق أوكرانيا». في غضون ذلك أعلن مسؤول أوكراني كبير أن الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا استؤنفت أمس بعدما توقفت في اليوم السابق، مشيرا إلى أن مطلب كييف وقف إطلاق النار. وكتب المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك ومستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر «المفاوضات جارية». وأضاف أن قائمة المسائل التي ستطرح على طاولة المناقشات تشمل «وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية» من الأراضي الأوكرانية. وأظهر الجانبان بعض التفاؤل في الأيام الأخيرة رغم أن الكرملين قال أمس إنه من السابق لأوانه تقديم أي «تكهنات». من جانبه، رأى أوليكسي أريستوفيتش وهو مستشار للرئاسة الأوكرانية، إمكانا للتوصل إلى اتفاق سلام بحلول مايو «وربما في وقت أقرب بكثير». وفي انتظار حدوث اختراق محتمل في المناقشات، توسع روسيا هجومها ليشمل كل أنحاء البلاد، بعدما ذكرت الاثنين «إمكان السيطرة الكاملة على المدن الكبيرة المحاصرة». ويستهدف الهجوم الآن غرب البلاد. وبعد الضربات التي استهدفت قاعدة عسكرية قرب بولندا الأحد، خلفت ضربة الاثنين استهدفت برجا تلفزيونيا قرب ريفني 19 قتيلا وفقا لأحدث حصيلة للسلطات المحلية أمس. ويقترب القتال أيضا من مدينة دنيبرو الاستراتيجية. وقال رئيس بلديتها إن مطارها تعرض للقصف وتضرر بشكل كبير خلال ليل الاثنين الثلاثاء. وفي جنوب البلاد، مازال الروس يحاولون الاستيلاء على ماريوبول، وهي مدينة ساحلية استراتيجية على بحر أزوف، محاصرة منذ أيام وفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية. وتمكّنت حوالي ألفي مركبة من الخروج عبر ممر إنساني من ماريوبول، كما أعلنت بلدية المدينة أمس. وإلى الغرب، تتعرض ميكولايف، آخر منطقة على الطريق المؤدي إلى أوديسا، على البحر الأسود، للقصف بشكل منتظم. وخلال ثلاثة أسابيع من الصراع، قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص فروا من أوكرانيا معظمهم إلى بولندا. ومن بينهم 1.4 مليون طفل بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). الى ذلك قررت روسيا أمس مباشرة إجراءات «الخروج من مجلس أوروبا» متّهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي بجعله أداة في خدمة «توسعهما العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «الإخطار بانسحاب جمهورية روسيا الاتحادية من المنظمة» سلم أمس إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش. الى ذلك أعلنت روسيا أمس فرض عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ومسؤولين أمريكيين كبار من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ردا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو في إطار النزاع في أوكرانيا. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن هذا الإجراء «هو النتيجة الحتمية للتوجه المتطرف المناهض لروسيا الذي تعتمده الإدارة الأمريكية الحالية. وتستهدف هذه العقوبات 13 شخصية أمريكية. ولم تحدّد طبيعة العقوبات، واكتفت الوزارة الروسية بقولها إنها اتُخذت «على أساس مبدأ المعاملة بالمثل». وكانت الولايات المتحدة حظّرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف خصوصا، من دخول أراضيها وفرضت عددا كبيرا من العقوبات الاقتصادية. ومن بين الشخصيات الأمريكية التي طالتها العقوبات، وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان مارك ميلي ومستشار الأمن القومي جيك ساليفان ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز. كذلك، تشمل العقوبات المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون وهانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي الحالي. وفي بيان آخر، أعلنت الوزارة الروسية أيضا أنها فرضت عقوبات على 313 كنديا بمن فيهم رئيس الوزراء جاستن ترودو والعديد من وزرائه. وأشارت الوزارة إلى أنها ستعلن «قريبا جدا» عقوبات إضافية تستهدف مسؤولين عسكريين وسياسيين ورجال أعمال وشخصيات إعلامية أمريكية. وفي الوقت نفسه، أكّدت أنها تحافظ على «علاقات رسمية (مع الولايات المتحدة)، عندما يكون ذلك في مصلحتنا الوطنية».
مشاركة :