كتب- إبراهيم بدوي: أكّد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن تركيا وروسيا سوف يجدان مخرجًا سياسيًا ودبلوماسيًا للأزمة بينهما والتي نتجت عن اختراق طائرة روسية للمجال الجوي التركي وإسقاطها بواسطة القوات التركية. وقال سعادته خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في الدوحة مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني أن العلاقات التركية - الروسية خلال المائة عام السابقة كانت كفيلة بأن تجعل الدولتين تتخطيان التاريخ القديم، فالعلاقات بين البلدين كانت ممتازة ومتطورة. وأضاف: نحن على ثقة بأن القيادتين في تركيا وروسيا سوف يجدان مخرجًا سياسيًا ودبلوماسيًا قريبًا. بينما أعرب وزير الخارجية الإيطالي عن أمله ألا تؤثر هذه المشاحنات بين البلدين على مخرجات قمة فيينا حول سوريا وألا يكون هناك تصعيد بينهما، مشيرًا إلى ضرورة احترام الأراضي التركية وعدم تكرار هذا الاختراق مرّة أخرى. وفي بداية حديثه بالمؤتمر، أكّد سعادة الدكتور العطية على عمق العلاقات القطرية الإيطالية وأنها علاقات قديمة ومتنوّعة، لافتًا إلى تطرق المحادثات بين الجانبين إلى جميع المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما الاقتصادية والثقافية والسياسية. ونوّه سعادته بتطابق الآراء والأفكار بين البلدين حول ما يتعلّق بالشأن السوري ووجوب الحل السياسي وفقًا لمبادئ جنيف، وتطرُّق المباحثات إلى حديث معمق حول الإرهاب وكيفية التعامل معه. وحول الأزمة السورية، قال سعادة وزير الخارجية لدينا قناعة في دولة قطر بضرورة أن يكون هناك تقبُّل من جانب المجتمع المحلي السوري للمشاركة في مكافحة الإرهاب وضرورة أن تنتصر هذه المجتمعات لنفسها وليس لبشار الأسد. وأضاف إن الشعب السوري لديه أولويات يأتي في مقدمتها إسقاط نظام بشار الأسد ويعقبها مشكلة الإرهاب، مُشددًا على ضرورة مراعاة هذه الأولويات أثناء مناقشة الحل السياسي في سوريا، مُؤكدًا أنه إذا كانت المجتمعات المحلية هناك ستنتصر لنفسها وليس لبشار الأسد، فالحل السياسي سيكون أقرب للتنفيذ. وأكّد وزير الخارجية أننا تعلمنا من التجارب السابقة أن المجتمعات المحلية هي القادرة على مواجهة الإرهاب وعندما كافحته انتصرت، ولكن حين غابت عن المشهد وتم تجاهلها عانت وفقدت الثقة في المجتمع الدولي. وبرزت المسألة الليبية في المباحثات القطرية الإيطالية، وقال د. العطية إن الأفكار والرؤى متطابقة كذلك في الملف الليبي وضرورة أن تكون ليبيا موحدة مع التأكيد على دعم السيد مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وما يقوم به من دور للخروج بحل سياسي هناك. من جانبه أكّد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني على عمق العلاقات الثنائية والمهمة التي توحد رؤية السياستين القطرية والإيطالية في الناحيتين الاقتصادية والثقافية، مشيرًا إلى العديد من المشروعات والاستثمارات التي ستتطور في المرحلة المقبلة، لا سيما التي تخصّ رؤية قطر الوطنية والتعاون المشترك في النواحي الثقافية. وقال: ناقشنا العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، منها التعاون بين البلدين والأزمات التي تمرّ بها المنطقة، خاصة سوريا وليبيا، مضيفًا، سنشارك في قمة فيينا وسنحاول إيجاد حلّ لهاتين الأزمتين من أجل تفادي الحرب هناك، والخروج من الطامة الكبرى التي تحيق بالمنطقة. وأشار وزير الخارجية الإيطالي إلى تناول المباحثات للوضع في ليبيا وتطابق رؤى الجانبين حول ضرورة وجود ليبيا موحدة وذات سيادة وحكومة موحدة وهذا ما أراده وسعى له موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا عندما كان في الدوحة وفي روما. وأكّد أن قطر وإيطاليا تريدان المضي قدمًا في حلّ المشكلة الليبية رغم المخاطر والمشكلات العديدة المحتملة. وشدّد الوزير الإيطالي على ضرورة أن تظلّ ليبيا موحدة لأن تقسيمها ليس في مصلحتها أو مصلحة شعبها، ولا الدول المجاورة، مشيدًا بالاتفاق الذي تمّ في الدوحة الأسبوع الماضي بين قبيلتي الطوارق والتبو. وقال نحن الآن نريد التفاهم الكامل بين جميع القبائل هناك وأن تكون الحدود موحدة حتى يسود الاستقرار ويتسارع النمو الاقتصادي هناك. وأضاف: لا نريد تقسيمًا ولا صراعات دينية وطائفية في ليبيا، كما حدث في بلدان أخرى مع ضرورة توفير المناخ الملائم لتخطي الأمور الشخصية. وأوضح أن الليبيين هم من يستطيعون الاتفاق وحل مشكلاتهم وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم، لأن القرار بيد الليبيين وحدهم. وأكّد أن وجوده في دولة قطر فرصة كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل أوسع، وكذلك التعاون سويًا فيما يخص ليبيا وسوريا، مشددًا على أن قطر تستطيع أن يكون لها دور فاعل على طاولة المفاوضات بأن تستضيف قوى المعارضة في سوريا للوصول إلى حلّ سياسي لهذه المشكلة. وأوضح أن قمة فيينا ستشمل العديد من الأفكار وأن إيطاليا تقترح تخلّي بشار الأسد عن السلطة أثناء الفترة الانتقالية وحتى يبدأ الانتقال والحلّ فإن دور قطر كبير في هذه المرحلة من المباحثات، مشيرًا إلى مشاركة الدولتين في قمة فيينا الأسبوع المقبل والتي تعقد حولها الآمال لوضع بداية جديدة في المفاوضات بين الأطراف المتنازعة وكل الأطراف التي تجابه نظام بشار الأسد، منوهًا إلى أن الأمور صعبة لكنها ستكون بداية. وكان سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية قد استقبل أمس سعادة السيد باولو جينتيلوني وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي. جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
مشاركة :