الحشرات في ظاهرة الاحترار المناخي «تهديد خفي»

  • 11/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحترار العالمي، تسبب «تهديداً خفياً» هو نقل الحشرات للأمراض على نطاق أوسع، من أبرزها فيروس «غرب النيل» الذي يسبب التهابات قوية في الدماغ تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت. ووفق دراسة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، خلق ارتفاع درجات الحرارة في شتاء العام 2012، واستقرارها في أيار (مايو) عند 90 درجة فهرنهايت جواً رطباً وحاراً يلائم توافد أعداد كبيرة من البعوض والحشرات المحملة بالأمراض. وشهدت دالاس أسوأ تفشي لفيروس في تاريخ الولايات المتحدة، إذ ارتفعت أرقام الإصابة بفيروس «غرب النيل» خلال حزيران (يونيو) وآب (اغسطس) من العام 2012، من حالة واحدة إلى ما يقارب 400 حالة مصابة بالفيروس، لقي 19 شخصاً منهم حتفه. ويعرف فيروس «غرب النيل» بأنه حيواني المنشأ ينقله البعوض، ويوجد في المناطق المعتدلة والإستوائية من العالم، واكتشف أول مرة في أوغندا بشرق أفريقيا العام 1937، ومن أعراضه الحمى والصداع والإعياء والألم العضلي وفقدان الشهية والطفح الجلدي، ويسبب نوع منه مرضاً عصبياً. ويتوقع العلماء القائمين على الدراسة انه بسبب الاحترار العالمي، ستدخل أمراض المناطق المدراية إلى الولايات المتحدة مثل «حمى الضنك» و«مرض تكسر العظام» الذي تنقله البعوض المصابة به. وتشير الباحثة من جامعة نيبراسكا، مديرة مختبر علم الطفيليات دانيال ار بروكس إلى أن «دولاً مثل الولايات المتحدة تميل إلى استحالة تفشي الأمراض مع توافر نظام رعاية صحية وحصانة كلية لديها، لكن ناقلات الفيروسات لا تفهم حدوداً دولية، ولا يمكن وضع سياج لإبعادها». يذكر أن «الهيئة الحكومية الدولية» المعنية بتغير المناخ أصدرت أول تقرير العام 1990 يفيد بأن درجات الحرارة ارتفعت بين 0.3 و0.6 درجة مئوية خلال القرن الماضي، وأصدرت بعد عامين تقريراً يشير بوضوح إلى مسؤولية البشر عن هذا التغيّر. وتوقع خبراء في «الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء» الأميركية (ناسا) إنه «يمكن اعتبار العام الحالي، أكثر الأعوام حرارة منذ العام 1998، وإن بعض المناطق ستشهد جفافاً شديداً وحراً لا مثيل له». ويؤكد الباحثون في الدراسة أنه «على رغم صعوبة التكهن بنتائج ارتفاع درجات الحرارة التي تسبب تغييرات جوهرية في النظم الإيكولوجية، إلا أن الأدلة تشير إلى أن الدفء في الولايات المتحدة سيسبب انتشاراً لأعداد كبيرة من الآفات التي تنقلها الحشرات». ويقول المسؤولون الأميركيون والعلماء أن «الولايات المتحدة مجهزة جيداً للرد على تفشي الأمراض مقارنةً بأجزاء أخرى من العالم، ولكن لا يستبعد حدوث أي مفاجأة مع التغيرات التي تحدث بسبب الاحترار المناخي».

مشاركة :