يوماً بعد يوم تثبت الألعاب المختلفة في رياضتنا قدرتها الكبيرة على صنع الأمجاد ورسم البسمة على شفاه الشارع السعودي، والفت الأنظار إليها عبر نخبة من الأبطال الأكفاء كباراً، وشباباً، بل وحتى أشبالاً. تلك الإنجازات المتلاحقة التي لا ينقضي أسبوع واحد حتى نحظى بهدية أخرى منها بمختلف الأنشطة والمسابقات العالمية والقارية، تعطي انطباعاً إيجابياً بأن المستقبل أفضل وأكثر جمالاً وفرحاً متى ما كان هناك اهتمام وصقل للمواهب والأخذ بيدها إلى حيث هوايتها لاعتلاء المنصات. تنس المملكة وفي ظرف أسبوعين مضت، عانقت الذهب خليجياً وقارياً، المشوار بدأ بمنتخب الناشئين فئة (16عاماً) في قطر، وفيها حصد "الأخضر" اللقب بعد فوزه على المنتخبات الخليجية الشقيقة، قبل أن يحلّق منتخب فئة (14عاماً) في سماء القارة الصفراء بقيادة سعود الحقباني الذي انتزع ذهبية البطولة الآسيوية واحتضن كأسها أمس الأول (السبت) في ذات المكان. "أخضر الكاراتيه" لم يكن أقل تميزاً من سابقه التنس، إذ تواجد في بطولة العالم بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا بمشاركة أكثر من 1350 لاعباً ولاعبة يمثلون 82 دولة، وفيها استطاع نجومه من وضع الكاراتيه السعودية على قائمة الأبطال وحصد المركز التاسع عالمياً، وفوز النجمين طارق حامدي بذهبية القتال في وزن فوق 76 كلغم، وعمر العازمي بفضية القتال في منافسات القتال تحت وزن 70 كلغم، وكاد أن يصل إلى أبعد من ذلك. دورة الألعاب الخليجية الثانية التي احتضنتها الدمام، كانت شاهداً آخر على تميز رياضي آخر للألعاب السعودية المختلفة، بعد أن استطاع نجومنا تحقيق المركز الأول على مستوى المنافسات والتواجد في صدارة ترتيب الميداليات التي وصلت إلى الرقم 115 ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، وهو مؤشر إيجابي عقب أن كانت متواجدة في المركز الأخير في النسخة الأولى من الدورة الأولى بالبحرين. ومع سرد لبعض الإنجازات التي عانقتها الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة، يتبادر إلى الأذهان البرنامج الحلم (ذهب 2022)، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية في ال31 من شهر مارس، من أجل الوصول إلى المركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية 2022. استمرار الانجازات يؤكد أن ألعابنا المختلفة والتي لا تزال تحظى بدعم قليل على الصعيد المالي من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة، تملك مقومات التميز، كونها ولّادة للنجوم ومحطة للتألق رغم قلّة الاهتمام والمتابعة لهم، إلا أنهم بدأوا بتغيير ثقافة التشجيع من كرة القدم فقط إلى الألعاب المختلفة، وبرهنوا على أن هناك مستقبل مشرق ينتظر ألعابنا المختلفة متى ما وجدت الاتحادات بنجومها الدعم الذي سينعكس إيجابياً على نتائجها قارياً وعالمياً.
مشاركة :