حينما نريد التحدث عن متانة العلاقات المصرية السعودية فلن نتحدث عن أمر طارئ أو حديث عهد وإنما هو جزء من منظومة العلاقات الديبلوماسية الوطيدة بين البلدين الشقيقين. حينما وجّه خادم الحرمين الشريفين بدعم رحلات الخطوط الجوية السعودية إلى شرم الشيخ مؤخراً فليس بالأمر المستغرب على سياسة المملكة ومنذ تأسيسها إذ قد مرت العلاقات بين البلدين خلال الأربعين عاماً الماضية بدفءٍ تام، والاستثمارات السعودية في مصر، والإقبال السياحي، والتبادل التجاري أحد الأدلة على عمق العلاقات بين البلدين. وقفت مصر بجانب الخليج في غزو العراق للكويت، وكذلك بقيت مصر مع الخليج في كل تحولاته ومراحله، ولا معنى آخر لهذه الحرب الناعمة التي تحاول بعض الأقلام والحسابات لمحاولة اختلاق ما يمس العلاقة بين مصر والسعودية. قبل بضعة أعوام ومع بداية ثورات الدمار العربي وجّهت نقداً واضحاً ومباشراً لحركات الإسلام السياسي التي نشط وبشكل فاقع عدد من الأسماء والحسابات الحركية ومن دعاة السياسة تباين مواقفهم إبان عهدين من الرئاسة في مصر من بعد ثورة يناير. وإن كان من إيجابيةٍ في تناقض مواقفهم فهي أنها أخرجت المكنونات التي لدى الحركيين، إذ سرعان ما كشفوا عن المشاعر المدفونة والنوايا التي كانوا يسترونها بخطابٍ ديبلوماسيٍ هزيل، ولم يعلموا أن الذين قرأوا فلتات اللسان، وما بين سطور الأيديولوجيات قد اكتشفوا مواقفهم منذ القدم، منذ مؤسسيهم الأصليين. لا يمكن لمدّعي الوطنية والخوف على بلده أن تحضر وطنيته من خلال اعتراضات وتحريضات أو تسويق لفكر جماعات وتناقضات، وظاهرة البطولات الإنترنتية تثير فقط الجدل وضجيج الكلام الكثير، لكنها لا تُقدّم لشعوب المنطقة أيّ خير. هذا وإن دلّ فإنما يدلّ على تلاشي زمن الأحلام والأوهام ولم يبقَ منه إلا تغريدات والكثير من «الصوت العالي»!
مشاركة :