مما لا شك فيه أن التعالي والتكبر بين الناس أصبح من الصفات عند البعض في هذا العصر الذي نعيشه فنجدهم يتعالى بعضهم على بعض متباهين بما لديهم من ممتلكات وبما يتقلدون من مناصب ويظنون أن ما يظهروه من تعال سيجلب لهم الوجاهة الاجتماعية ويكسبهم احترام الآخرين.. ولكن هذا ظن خاطئ منهم.. إذ إن كل هذه الأشياء ما هي إلا مظاهر دنيوية حتما ستزول يوما ما، فدوام الحال من المحال وهذه هي سنة الله في خلقه فيجب علينا أن نحسن استغلال ما وهبنا الله من نعم فيما ينفع حالنا وحال دنيانا وليس بالطريقة التي تولد الحقد والكراهية. ولقد حسم الإسلام هذا الأمر منذ طلوع فجره حيث إنه ألغى الاعتداد بالحسب النسب والذي كان شائعا بين القبائل في الجاهلية واعتبر التقوى والعلم هو القيمة والأساس بين الناس.. قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، وما أكده رسولنا صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حيث قال (أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى.. ألا هل بلغت؟ قالوا نعم، قال اللهم فاشهد). ولذلك فإنه لا داعي تماما للتعالي والتكبر خاصة أننا جميعا ندرك جيدا أنه سيأتي اليوم الذي نفارق فيه الحياة ولم يتبق منا غير سيرتنا فأما أن تكون سيرة عطرة أو عكس ذلك، فانظر أنت أيهما تختار. وأخيرا.. من السهل أن تجعل الناس يخافونك وذلك خوفا من منصبك أو مالك وليس لشخصك ولكن من الصعب أن تجعلهم يحترمونك ويخشون غضبك وذلك حبا فيك وليس خوفا منك. محمد الكومي
مشاركة :