أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عدم وجود أيّ اتجاه لخصخصة موانئ بلاده على البحر الأحمر. وجاء تصريحات حميدتي خلال زيارة إلى مدينة بورتسودان، مركز ولاية البحر الأحمر (شرق السودان)، وفي خضم جدل واسع أثارته زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مؤخرا إلى موسكو، وما رافقها من حديث عن استئناف المحادثات بشأن إقامة قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر. وقال حميدتي إنه “جاء لبورتسودان بصفته ممثلا لمجلس السيادة، ليقف فقط، على قضايا ومشاكل الميناء، والسعي لمعالجتها، لينساب الصادر والوارد بطريقة آلية وسلسة”. وأشار إلى أنه “ناقش مع الجهات ذات الاختصاص، ووزراء القطاع الاقتصادي، والمختصين لبحث حلول مرضية”. وتابع “لم نأت لتوقيع أيّ اتفاق يخص الميناء، وإنما جئنا مع المختصين ومع الوالي لنعالج مشاكل الميناء المتراكمة، خلال الأيام القادمة”. من جانبه، قال والي ولاية البحر الأحمر المكلف، علي عبدالله أدروب إن حميدتي وجه بضرورة التنسيق بين الجهات ذات الصلة لتذليل كافة العقبات، ليعود الميناء لأداء دوره الطبيعي في عمليات الصادر والوارد. السلطة القائمة في السودان تتخذ من مسألة القاعدة الروسية ورقة تلوّح بها كلّما اشتدت الضغوط الغربية عليها وأضاف “هنالك تأكيد من نائب رئيس مجلس السيادة، على عدم وجود أيّ اتجاه لخصخصة الموانئ، وعدم إتاحة أيّ فرصة لأيّ أجنبي لإدارة الموانئ السودانية”. وكشف عن خطة لإنشاء موانئ جديدة، على البحر الأحمر لتضاف إلى الموانئ القديمة، دون تفاصيل أكثر. واختتم حميدتي في الثاني من مارس الجاري زيارة إلى روسيا بدأت في الثالث والعشرين من فبراير الماضي، قبل يوم واحد فقط من بدء موسكو عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا، ما خلق مخاوف غربية من تمدد موسكو بالبحر الأحمر. وقال حميدتي عقب الزيارة إن السودان ليس لديه مشكلة في أن تقيم روسيا أو أيّ دولة أخرى قاعدة بحرية على ساحله على البحر الأحمر بشرط ألا تشكل أي تهديد على أمنه القومي. ويرى مراقبون أن السلطة القائمة في السودان تتخذ من مسألة القاعدة الروسية ورقة تلوّح بها كلّما اشتدت الضغوط الغربية عليها، مشيرين إلى أن المضي قدما في هذا التوجه يبقى رهين المستجدات ليس فقط في علاقة بالخرطوم والمجتمع الدولي بل وأيضا في علاقة بالمسارات الدولية. ولدى السودان ساحل مطل على البحر الأحمر يمتد على مسافة تتجاوز 700 كيلومتر، وأكبر ميناء لديه هو بورتسودان الذي يعتبر الميناء الرئيسي للبلاد، بل يمثل منفذا بحريا استراتيجيا لعدة دول مغلقة ومجاورة مثل تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان. كما يقع السودان في منطقة تتسم بالاضطرابات بين القرن الأفريقي والخليج العربي وشمال أفريقيا، ما يمثل أهمية لمساعي كل من واشنطن وموسكو للحفاظ على مصالحهما في تلك المناطق الحيوية.
مشاركة :