حقق أتلتيكو مدريد إنجازا كبيرا باقتناصه بطاقة الصعود إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بانتصاره على مستضيفه مانشستر يونايتد بهدف دون رد في إياب الدور ثمن النهائي. وفاز الروخيبلانكوس على تشيلسي في نصف نهائي موسم (2013- 2014) وعلى ليفربول في دور الـ16 من موسم (2019- 2020) وأخيرا على مانشستر يونايتد. ويتحمل المدرب رالف رانغنيك مسؤولية افتقار فريقه للشكل الهجومي المطلوب على الرغم من إضاعة بعض الفرص في الشوط الأول. ولجأ رانغنيك إلى طريقة 4-2-3-1، حيث تعاون هاري ماغواير مع رفاييل فاران في عمق الدفاع بإسناد من الظهيرين ديوغو دالوت وأليكس تيليس، وتمركز سكوت ماكتوميناي مع فريد في وسط الملعب، مقابل حركة دؤوبة للثلاثي إيلانغا وبرونو فيرنانديز وجادون سانشو، خلف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. واضطر رونالدو للعود كثيرا إلى الخلف من أجل استلام الكرة، كما أنه قطعها في أكثر من مناسبة في منتصف الملعب، لكنه في الوقت ذاته لم يتمتع بالفاعلية المطلوبة داخل منطقة الجزاء، ربما لعدم حصوله على المساندة المطلوبة من زملائه. وفقد الثنائي ماكتوميناي وفريد زمام المبادرة أمام ثلاثي وسط أتلتيكو، في وقت غابت فيه الفاعلية عن أداء الجناح الأيسر سانشو، وتواصلت مشاكل الخط الخلفي، مع تأخر عودة فاران للتغطية، وعدم تمركز ماغواير في المكان المناسب عندما يفقد يونايتد الكرة، علما وأن هدف أتلتيكو ناتج عن سوء تغطية من الظهير الأيمن دالوت. وبدت تبديلات رانغنيك محيرة خصوصا في ما يتعلق بإخراج فيرنانديز وإشراك بول بوغبا، ثم الدفع بكافاني دون تغيير في موقع رونالدو، لتعود الطريقة العقيمة 4-2-2-2 إلى الواجهة، قبل تحولها إلى 3-3-2-2، مع دخول خوان ماتا مكان ماغواير، فزاد المدرب الألماني ارتباك كل من شاهد المباراة. جهود جماعية تراجع ملحوظ تراجع لا مبرر له وفي الطرف المقابل صحيح أن الأرجنتيني دييغو سيميوني ليس ذلك المدرب صاحب التنويع الخططي اللافت، لكنه يقدم ما هو مطلوب منه، وهو ما فعله في اللقاء، عندما أصاب يونايتد في مقتل، مستغلا ثغراته المتعددة في الخط الخلفي، قبل أن يؤدي لاعبوه المطلوب دفاعيا في الشوط الثاني، فألقى بمضيفه خارج المسابقة. التشكيلة على الورق بدت واعدة هجوميا، لكن طريقة اللعب كانت مباشرة أكثر على الصعيد الدفاعي، ففي وجود ثلاثة لاعبين في عمق الخط الخلفي، كان يصعب على أي من لاعبي يونايتد أن يتمركز في منطقة الجزاء، ولعب سافيتش تحديدا، دورا مميزا في قطع الكرات العرضية داخل منطقة فريقه. رونالدو مهاجم يونايتد وقع على رقم سلبي للمرة الثالثة طوال مسيرته بدوري الأبطال حيث أخفق في تسديد أي كرة طول اللقاء وفي وقت حظي فيه الدفاع بمساندة هيريرا وكوي ودي بول، كلف سيميوني الظهيرين لودي ويورنتي بتقديم الدعم لجريزمان وفيليكس، فتحرك الأخيران بحرية دون مركزية، لاستغلال مكامن ضعف دفاع يونايتد، مما أثمر عن الهدف الثمين. وفي الشوط الثاني عاد أتلتيكو لطبيعته ودافع بشراسة أمام منطقة جزائه، ثم أضاع الوقت باحترافية عالية، فشتت لاعبي يونايتد وأصابهم بالإحباط في أحيان كثيرة، مما أسفر عن غياب الهجمات الخطيرة أمام مرمى الفريق الإسباني في آخر ربع ساعة. وقال دي خيا الذي كان ضمن تشكيلة يونايتد الفائزة بلقب الدوري الأوروبي في 2017 "بكل تأكيد هذا ليس جيدا بما يكفي. لقد مرت سنوات عديدة دون ألقاب، ودون التنافس على الألقاب". وقال ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد إن صيام ناديه دام طويلا جدا عن حصد الألقاب ويحتاج إلى جهود جماعية كبيرة لإنهاء ذلك. وسجل رينان لودي هدف فوز أتليتيكو، ليتفوق بطل إسبانيا في مجموع مباراتي دور الستة عشر، وينهي على آمال يونايتد في حصد لقب هذا الموسم، ليبقى دون تتويج لخمس سنوات. وأضاف "نحتاج إلى التحلي بالوضوح ونحن نريد أن نفوز بأشياء جيدة وننافس على الألقاب. لا نريد فقط التنافس على الوجود بالمربع الذهبي والخروج من دوري الأبطال من دور الثمانية". وتابع "لذا نحتاج إلى المزيد من كل شخص لأن هذا النادي أكبر كثيرا مما يحدث الآن. نحن بعيدون عن مراكز المنافسة في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، لذا نحتاج إلى المزيد من الجميع". ويحتل يونايتد المركز الخامس في الدوري برصيد 50 نقطة من 29 مباراة، ويواجه مهمة صعبة لإنهاء الموسم في المربع الذهبي والتأهل إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل. غياب النجوم موقف صعب موقف صعب وقال دي خيا عن الخسارة في أولد ترافورد أمام أتليتيكو "هذا ما نحن عليه في الوقت الحالي. هذا موقف صعب. يجب علينا مواصلة القتال. أنا حزين جدا، لكننا لم نكن جيدين بما يكفي". وأضاف "نحن محبطون حقا بالنتيجة. من الصعب شرح مشاعرنا في الوقت الحالي. لم نقدم ما يكفي في المباراتين لتحقيق الفوز. كان يوم محبطا بالنسبة لنا". وغادر كريستيانو رونالدو، نجم يونايتد، دوري أبطال أوروبا، من ثمن النهائي على يد أتلتيكو مدريد. أما ليونيل ميسي، غادر دوري أبطال أوروبا من نفس الدور مع باريس سان جرمان، على يد ريال مدريد. ديفيد دي خيا حارس مانشستر قال إن صيام ناديه دام طويلا جدا عن حصد الألقاب ويحتاج إلى جهود جماعية كبيرة لإنهاء ذلك وحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن هذه المرة هي الثانية على التوالي التي يغادر فيها رونالدو وميسي، أبطال أوروبا، من ثمن النهائي. وأشارت الشبكة إلى أن ربع النهائي لم يفقد وجود رونالدو وميسي، أو على الأقل أحدهما، قبل هذين الموسمين على مدار 15 موسما. وبالنظر إلى هذه النسخة بالتحديد، سيجد المتابعون أن العاصمة الإسبانية مدريد، كانت بمثابة النحس على رونالدو ومنافسه التقليدي ليونيل ميسي. ويأتي ذلك بخروج البرتغالي على يد أحد القطبين في مدريد وهو أتلتيكو، الذي عبر إلى دور الثمانية لينهي عقدة تفوق رونالدو عليه. وحسب أرقام "أوبتا" وقع رونالدو مهاجم مانشستر على رقم سلبي للمرة الثالثة طوال مسيرته في دوري أبطال أوروبا، إذ أخفق في تسديد أي كرة طول اللقاء. وكانت المرة الأولى التي أخفق فيها رونالدو في تسديد أي كرة على مدار شوطي المباراة رفقة يونايتد أمام باناثينايكوس اليوناني في شهر نوفمبر عام 2003. أما المرة الثانية فكانت رفقة ريال مدريد أمام برشلونة في شهر مايو من عام 2011.
مشاركة :