الأمم المتحدة - يصوت مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على مشروع قرار صاغته روسيا بشأن وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا، في حين طلبت الدول الغربية عقد اجتماع طارئ للمجلس الخميس، على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية في هذا البلد بسبب الغزو الروسي. ويحتاج أي قرار في مجلس الأمن ليتم تبنيه إلى تسعة أصوات على الأقل لصالحه وعدم استخدام روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو). وقال دبلوماسيون إن الخطوة الروسية ستفشل لأن معظم الأعضاء الخمسة عشر سيمتنعون على الأرجح عن التصويت. ولا يتطرق مشروع القرار الروسي للمحاسبة أو يقر بغزو روسيا لجارتها. وقفز عدد الذين فروا من أوكرانيا منذ أن غزتها روسيا إلى أكثر من ثلاثة ملايين فيما أصبحت أسرع أزمات اللاجئين نموا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وجرى استقبال الغالبية العظمى منهم بالمساعدات وإمكانية الحصول على مسكن مؤقت وعمل في الدول الواقعة على الحدود مع أوكرانيا مع بدء عدد كبير في الانتقال غربا. وقالت أوليفيا دالتون المتحدثة باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة "لن نعطي مصداقية لجهود روسيا للتهرب من المحاسبة والمسؤولية واللوم على عدوانها غير المبرر". ووصفت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد المشروع بأنه "إغفال صارخ" لحقيقة ما يحدث، وقالت في منشور مصور على تويتر الثلاثاء إن روسيا "تلعب لعبة". وأضافت أن بريطانيا لن تصوت لصالح مشروع القرار الروسي. ومضت تقول "مشروعهم يدعو الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لكن يغفل حقيقة أن روسيا ترتكب جرائم حرب. إن غزوهم وأفعالهم هو السبب في هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة". وقدمت روسيا النص بعد أن سحبت فرنسا والمكسيك مساعيهما لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا لأنهما قالتا إن موسكو كانت ستستخدم حق النقض ضده. وبدلا من ذلك تخططان لطرحه للتصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا، حيث لا يوجد لأي دولة حق النقض. وقال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يوم الثلاثاء "قلنا منذ البداية إننا سنكون مستعدين لتبني قرار إنساني بشأن الوضع في أوكرانيا، بشرط ألا يكون هذا ستارا لإلقاء اللوم على روسيا وتشويهها مرة أخرى". ويطالب مشروع قرار مجلس الأمن الذي صاغته روسيا "بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والأشخاص المعرضون للخطر، ومن بينهم النساء والأطفال". كما يدعو إلى وصول المساعدات بأمان ودون عوائق وإلى خروج المدنيين بسلامة من أوكرانيا. الى ذلك، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيجتمع كذلك الخميس لإطلاعه على التطورات في أوكرانيا، وذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة وألبانيا وبريطانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج. واعتبرت البعثة البريطانية إلى الأمم المتحدة في تغريدة أن "روسيا ترتكب جرائم حرب وتستهدف المدنيين"، وتابعت "الحرب التي تشنّها روسيا خلافا للقانون في أوكرانيا تشكل تهديدا لنا جميعا"، داعية إلى عقد اجتماع طارئ. وقالت مصادر دبلوماسية إن المناقشات جارية لإتاحة المجال أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو بمهاجمة المدنيين دونما تمييز. وقُتل الآلاف خلال الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط ونزح عدة ملايين. وفي 25 شباط/فبراير، صوّت 11 من أعضاء مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا لصالح نص يدين روسيا التي استخدمت حقّها بالنقض لإسقاطه. وتصف روسيا أعمالها العسكرية في أوكرانيا بأنها "عملية خاصة". وتنفي مهاجمة المدنيين وتقول إن ضرباتها الجوية وهجومها البري والبحري يهدف إلى تدمير البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا.
مشاركة :