يقف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على بعد انتصار وحيد، ليضمن التأهل السادس في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام نسختها المقبلة في قطر، وذلك مع دخول التصفيات الآسيوية الأمتار الأخيرة من المرحلة الحاسمة المؤهلة لمونديال 2022. وستقام آخر جولتين 24 و29 من مارس الجاري، إذ يحل «الأخضر» السعودي ضيفا على نظيره الصيني أولًا في الـ24 منه بالشارقة (الصين لا تلعب على أرضها)، قبل أن يستقبل أستراليا بجدة في الـ29 من مارس، وذلك في المباراة الأخيرة من تصفيات القارة الآسيوية. ويتربع «الصقور» على صدارة المجموعة الثانية برصيد 19 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن اليابان الوصيف (18 نقطة)، و4 نقاط عن أستراليا الثالث (15 نقطة)، بينما يأتي عمان في المركز الرابع في المجموعة برصيد 8 نقاط، وخامسا الصين بـ5 نقاط، وسادسا وأخيرا فيتنام برصيد 3 نقاط. حظوظ أوفر على الرغم من أن «الأخضر» يدخل الجولتين الأخيرتين للتصفيات بحظوظ أوفر عن منافسيه للتأهل، لكن عليه أن يحسم الأمور بيده من مباراة الجولة التاسعة أمام الصين، ولا ينتظر مباراة الجولة الأخيرة عندما يستضيف أستراليا، حتى لا يجعل مهمته محفوفة بالمخاطر. ومن حسن طالع «الأخضر» أن الجولة المقبلة تتضمن مواجهة معقدة بين أستراليا واليابان (المطاردين المباشرين لـ«الأخضر» في مجموعته الثانية)، وستكون فيها مهمة أستراليا «المستضيف» شاقة، لحاجته الماسة إلى النقاط الثلاث من أجل الحفاظ على حظوظه بالتأهل، في ظل تطور المنتخب الياباني. كما أن مباراته في الجولة الأخيرة ستكون في جدة أمام المنتخب السعودي. مطلب مهم لا تأمل جماهير «الأخضر» أن يخوض المنتخب المواجهة بحسابات الاحتمالين (الفوز أو التعادل)، لأن التجارب العالمية في كرة القدم تؤكد أن صاحب الفرصتين دوما ما يقع في المطب ويخسر، بينما ينتصر صاحب الفرصة الواحدة، لذا فإن لاعبي «الأخضر» أمام تحدٍ كبير خلال المواجهة الأولى التي تجمعهم بالتنين الصيني الذي لم يظهر بشكل جيد خلال التصفيات، واكتفى بالمركز قبل الأخير في المجموعة حتى الآن برصيد 5 نقاط. كما أنه لم يسجل أي انتصار في آخر 5 مباريات في التصفيات، مكتفيا بانتصار وحيد على حساب فيتنام في مرحلة الذهاب. وعلى الرغم من أن الحصيلة الرقمية المبكرة تبدو في صالح «الأخضر»، فإن الصين كان مزعجا جدا له في لقاء الذهاب، ووصل إلى شباكه مرتين، وكاد يخرج بنقطة على الأقل في ذلك اللقاء. لذا، فإن الحذر مطلب مهم، والبحث بجدية عن الانتصار هو الأهم، وعدم الاتكاء على نتائج الصينيين في التصفيات، والأكل باليد. السيناريو الأسهل هناك أكثر من سيناريو لمواجهة «الأخضر» مع الصين، ويكمن السيناريو الأول والأسهل لـ«الصقور» في الفوز على المنتخب الصيني، والعودة بالنقاط الثلاث، ليرفع رصيده إلى 22 نقطة، ويحسم التأهل دون النظر إلى نتيجة مباراة أستراليا واليابان. والسيناريو الثاني في حالة تعادل «الأخضر» مع الصين، فسيصبح رصيده 20 نقطة، وسيكون عليه الانتظار، لمعرفة نتيجة أستراليا واليابان، حيث إن تعادل أو فوز اليابان يمنحه التأهل، لكن فوز أستراليا يؤجل الحسم إلى الجولة الأخيرة. خسارة أستراليا السيناريو الثالث: لو خسر «الأخضر» من الصين، فسيتوقف رصيده عند 19 نقطة، وسينتظر ما تسفر عنه أيضا مواجهة أستراليا مع اليابان، فلو فاز اليابان سيرفع رصيده إلى 21 نقطة، ويتوقف أستراليا عند 15 نقطة، ليتأهل «الأخضر» واليابان. أما لو فاز المنتخب الأسترالي، فسيتساوى اليابان وأستراليا بـ18 نقطة، ووقتها سيتأجل الحسم إلى الجولة الأخيرة. خسارة اليابان السيناريو الرابع أن يخسر المنتخب السعودي مباراتيه المتبقيتين، فيتوقف رصيده عند 19 نقطة، لكنه سيكون أمام فرصة للتأهل أيضا في حالة خسارة اليابان في المباراتين، حيث سيتجمد رصيده عند 18 نقطة. وفي حال فوز أستراليا في المباراتين، سيرفع رصيده إلى 21 نقطة، ويحسم «الأخضر» وأستراليا بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة. السيناريو الأسوأ يتمثل السيناريو الأسوأ في خسارة «الأخضر» المباراتين مع فوز أستراليا في الجولتين (على السعودية واليابان)، وفوز اليابان على فيتنام في الجولة الأخيرة. حال حدوث ذلك، سيرتفع رصيد أستراليا إلى 21 نقطة، واليابان إلى الرصيد نفسه، ويتأهلان معا، حيث سيتوقف رصيد «الأخضر» وقتها عند 19 نقطة. في العموم، فإن خسارة المنتخب السعودي في الجولتين ستضعه في حسابات معقدة مرتبطة بنتائج أستراليا واليابان، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من السيناريوهات الأخرى. سيناريو مؤلم لدى «الأخضر» تجربة مريرة انتهت بشكل حزين بعدما فوّت فرصة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد تعادله سلبيا في آخر مباراة أمام كوريا الشمالية، حيث فقد التركيز في الأمتار الأخيرة على الرغم من أنه كان بحاجة للفوز فقط على الكوري الشمالي في إستاد الملك فهد الدولي، إلا أن تعادله سلبيا دفعه للذهاب للملحق، ومقابلة البحرين، وخروجه بسيناريو مؤلم عندما تقدم «الصقور» 2/ 1 (90 +1)، إلا أن البحرين أدركت التعادل بعد دقيقتين، وتأهل الأحمر البحريني بأفضلية التسجيل خارج الأرض بعدما انتهت مباراة المنامة بالتعادل السلبي ذهابا. مستوى متواضع ما يزيد خوف السعوديين من احتمالية تكرار هذا السيناريو هو المستوى المتواضع الذي ظهر به «الأخضر» في آخر مواجهتين ضد عمان، وانتصاره عليه بصعوبة وبمستوى ضعيف بهدف نظيف، قبل أن يتعرض لأول خسارة له في التصفيات أمام اليابان في «سيتاما» بهدفين نظيفين، مصحوبة بمستوى هو الأسوأ له منذ بداية التصفيات. وقد أسهم غياب قائد المنتخب، سلمان الفرج، وإصابة عبدالإله المالكي بالرباط الصليبي مع هبوط مستوى الثنائي سالم الدوسري وفهد المولد في هذا المستوى المتواضع. بينما يبدو إصرار مدرب «الأخضر» الفرنسي، هيرفي رينارد، على تشكيلته دون تغيير واضحا إلا في حالة حدوث الإصابات أو الإيقافات، مبررا ذلك بخوف جماهير «الأخضر» من عدم استبداله اللاعب الذي يتعرض لهبوط في مستواه على الرغم من وجود عناصر أفضل في دكة البدلاء الغنية بالمواهب. انتعاشة عناصرية تعطي عودة قائد المنتخب، سلمان الفرج، قوة إضافية لـ«الأخضر»، خصوصا أن «الفرج» يمثل القلب النابض في وسط الملعب، إلا أن المنتخب سيفتقد واحدا من أهم ركائزه في التصفيات، وهو الظهير الأيمن سلطان الغنام، بعد إصابته بتمزق في أربطة القدم، وحاجته للعلاج لمدة تتراوح ما بين 6 و8 أسابيع. وسيحاول «رينارد» بمحمد البريك أو سعود عبدالحميد في آخر مواجهتين بالتصفيات. جماعية مفيدة يعول السعوديون على الجماعية والروح المعنوية والقتالية التي ظهر بها «الأخضر» في هذه التصفيات، والتي جعلته يقدم بالأرقام أفضل مسيرة له على الإطلاق في تاريخ مشاركاته بتصفيات كأس العالم عبر تحقيقه الانتصار في 6 مواجهات مقابل تعادل وخسارة وحيدة. سيناريوهات تأهل «الأخضر» للمونديال 1 - الانتصار على الصين 2 - التعادل مع فوز اليابان على أستراليا 3 - التعادل مع تعادل اليابان وأستراليا 4 - الخسارة مع فوز اليابان على أستراليا 5 - خسارة المباراتين، وخسارة اليابان مباراتيه مباريات الجولة قبل الأخيرة 24 مارس الصين × السعودية فيتنام × عمان أستراليا × اليابان مباريات الجولة الأخيرة 29 مارس السعودية × أستراليا عمان × الصين اليابان × فيتنام - «الأخضر» قدم مستويات رائعة خلال الجولات السبع الأولى - تخوف من تراجع المستويات خلال الجولتين الأخيرتين - سيناريو «تصفيات 2010» يزعج الجماهير السعودية - فقدان التركيز هو ما يخشاه الرياضيون على «الصقور» - عودة «الفرج» تنعش الوسط السعودي - «الغنام» الغياب الأبرز قبل المنعطف الأهم
مشاركة :