الفن هذه الرحلة المحفوفة بالولع والمحبة والنشيد حيث لا مجال لغير القول بالذهاب بعيدا في أحوال يعنونها الحلم وما به تسعد الذات وهي في بهائها تعلن شيئا من رغباتها تجاه الأمكنة والأزمنة، انها لعبة السفر الملونة بالكثير من الطفولة المقيمة في الذات، الفن كان دائما تلك العلاقة المخصوصة بين شواسع الذات وطفولاتها بما يحيل الى حالات من الجمال والابداع والعطاء وفق نظر بعين الروح واحساس دفين. ولرسم هنا هو هذه النظرة للاشياء وممكنات جمالها وسحرها حيث العبارة التشكيلية مجال تذكر وحنين ووعي بما ينطبع في الكينونة من شغف العناصر وجمال المشاهد وبهائها النادر لينعم عند ذلك صاحب التلوين بالسحر الكامن في المادة وهي تنسكب بفعل الأنامل على أرض القماشة لمحاورتها ومحاولتها نظرا وتشكيلا واستنطاقا ضمن لعبة الرسم والتلوين المدهشة. من هنا نمضي مع عوالم الذات الفنية والجمالية للفنانة التشكيلية التي تخيرت علاقتها المميزة مع الرسم وعناصر عوالمه قولا بالجمال ينحت هبوبه ليقول ما يعتمل فيه من مكونات الامتاع والمؤانسة والابداع في فسحة الحياة وما تمنحه من تنوع وتعدد في النظر تجاه التفاصيل والآخرين والعالم. نمضي هكذا مع تجربة الفنانة التشكيلية كوثر بوزيان التي هامت بالتلوين فصار حيزا من التشويق والامتاع والاكتشاف لديها وهي تروم التجدد مع كل عمل فني مشيرة الى لوحاتها الفنية وهي تحضر في المعارض الفرية والجماعية في تونس وخارجها. لوحات بايقاع وموسيقى ونظرات صاحبتها الرسامة كوثر التي مضت خلالها بين المشاهد والمراة والطبيعة الميتة وغيرها من مشهديات أخرى سعت بها ومن خلالها الى ابراز مفردتها التشكيلية التي تدل عليها وتشير الى ذاتها وشجنها وحنينها. تنوعت مشاركاتها الفنية في تونس وخارجها حيث كانت الرسامة التونسية التي شاركت مؤخرا في مدينة سيول الكورية الجنوبية مع عدد كبير من فناني العالم في سمبوزيوم دولي للفنون التشكيلية لتقول عن ذلك "تمت دعوتي للمشاركة في معرض جماعي عالمي في كوريا الجنوبية وتحديدا في سيول في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021 وكنت التونسية الوحيدة من بين 59 بلدا في العالم والحمد لله وقع اختيار لوحاتي لتكون في الكاتالوغ وصورتي في l’affiche.الى جانب مشاركة أخرى هامة حيث تمت دعوتي في شهر تموز/يوليو 2021 لاقوم بمعرض خاص بي في فرنسا وتحديدا في Chateauneuf en Auxois وقد تم ذلك فعلا وكرمني العديد من المسؤولين بالجهة وتحدثت عني التلفزة الخاصة بالجهة". هذا الى جانب العديد من المشاركات الأخرى وتضيف الفنانة التشكيلية كوثر بوزيان قائلة بخصوص تجربتها الفنية "في ايطاليا بلاد الفن والجمال وتحديدا سنة 1985 تملكتني الرغبة الشديدة في التعلق بالرسم والفن التشكيلي وكان ذلك أيضا بمدرسة الفنون الجميلة بباريس عبر الرسم للطبيعة حيث اكتشفت ما لدي من طاقة في الرسم تجاه المشاهد بتنوعها وثقافاتها المتداخلة وصولا الى تنويع مواضيع وثيمات لوحاتي وبالتوازي مع ذلك كنت أعمل في ورشتي لأذكر تاطير أساتذة مميزين في الفن منهم الفنان التشكيلي الكبير محمد مطيمط حيث تمكنت من تقنيي الفنية التي أعمل بها.الى حدود سنة 2018 حيث كانت ورشتي مفتوحة للتلاميذ من مختلف الأعمار ليتم عرض أعمالهم الفنية في معرض جماعي خاص بهم وبطريقة محترفة كالمعارض الكبرى.في مسيرتي الفنية المتواصلة عديد المعارض الفردية وغيرها بأروقة معروفة منها رواق محمد علي السعدي بقرطاج ورواق سامية عاشور ومتحف قصر خير الدين ورواق صوفونيبه والمشتل ومع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية ومعارضها السنوية الجماعية، كما نالني الشرف في مسيرتي المتواصلة ولمرات عديدة لأكون كوميسارا فنيا لعدد من المعارض الفنية التشكيلية على هامش مؤتمرات طبية بين سنتي 2012 و2014 بما يمكن من ايجاد تنشيط ثقافي يتمن هذه الفعاليات وأعمال زملائي.لدي أعمال ومعجبون بها وطلبيات عديدة لأحباء لوحاتي لتسوق اليهم هنا وفي فرنسا وأمكنة أخرى..هكذا هو الرسم والفن عموما بالنسبة لتجربتي ومسيرتي التي أواصلها بالعمل والانجاز للوحاتي التي هي جزء هام من كياني ووقتي واهتماماتي الحياتية". في تجربة الرسامة كوثر بوزيان تتواصل العلاقة مع الرسم والتلوين بشغف وحب ورغبات تبرز في تنوع لوحاتها وخصوصية التلوين فيها بين المشاهد والمرأة بتعدد حالاتها وهي تعد للجديد الذي يضمه معرضها الخاص في سياق نشاطها الفني التشكيلي في تونس وخارجها.
مشاركة :