باريس- الوكالات: حضّت وكالة الطاقة الدولية أمس الحكومات على تطبيق إجراءات فورية لخفض الاستهلاك العالمي للنفط في غضون أشهر على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا. كما دعت الوكالة مجموعة «أوبك بلاس» للدول المنتجة للنفط بقيادة السعودية وروسيا إلى المساعدة في «تخفيف الضغط» عن الأسواق، بينما حذّرت من أن العالم يواجه أكبر صدمة في الإمدادات «منذ عقود». وأدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير ودفع اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا إلى فرض عقوبات على روسيا عبر حظر استيراد النفط. وفي ظل التهديد من إمكانية انخفاض إمدادات النفط الروسية أكثر، «هناك خطر حقيقي من إمكانية تقلّص الأسواق أكثر وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في الشهور المقبلة» في وقت يدخل العالم موسم ذروة الطلب، بحسب الوكالة. وأفاد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في بيان بأنه نتيجة العملية العسكرية الروسية «قد يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات النفط منذ عقود، مع انعكاسات هائلة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا». وخلص تقرير الوكالة إلى أن زيادة إمدادات الخام «لن تنجح في تخفيف الضغوط القائمة» بعد «النتيجة المخيّبة للآمال» لاجتماع «أوبك بلاس». وقال بيرول في مؤتمر صحفي لعرض خطة لخفض الطلب إنه يبحث عن «بعض الرسائل الجيّدة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط عن أسواق النفط» بعد الاجتماع المقبل لتحالف «أوبك بلاس» الذي تقوده السعودية وروسيا في 31 مارس. وأفادت الوكالة بأن المقترحات العشرة التي وردت في تقريرها بإمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدّمة «بـ2.7 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الأربعة المقبلة». وبناء على تقديراتها، يمكن للإجراءات التي اقترحتها الوكالة بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية خفض الاستهلاك في أوساط هذه الدول بـ2.7 مليون برميل يوميا، علما أن الدول المعنية تستهلك حاليا ما بين 44 و45 مليون برميل يوميا. وتستهدف الخطة المكوّنة من عشر نقاط، التي يمكن أن تطبّقها الحكومات، النقل الذي يمثّل «غالبية الطلب على النفط». وتشمل المقترحات خفض الحد الأقصى للسرعة والعمل من المنزل ثلاثة أيام في الأسبوع والتوقف عن استخدام السيارات أيام الأحد وخفض تكاليف النقل العام وزيادة استخدام القطارات للرحلات البعيدة بدلا من الطائرات.
مشاركة :