واشنطن - قالت وزارة الخارجية الاميركية انها تشعر بقلق وخيبة أمل كبيرة تجاه زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات، وهي أول زيارة له الى بلد عربي منذ اندلاع الحرب قبل 11 عاما. وتعارض واشنطن جهود تطبيع العلاقات مع الأسد لحين إحراز تقدم صوب حل سياسي للحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف. وزيارات الأسد خارج سوريا منذ اندلاع الحرب كانت لإيران وروسيا فقط، وهما دولتان حليفتان ساعد جيشهما الرئيس السوري على قلب دفة الحرب ضد خصومه المدعومين من حكومات شملت دولا خليجية حليفة للولايات المتحدة. وذكرت الخارجية الأميركية في بيان تعليقا على الزيارة يوم الجمعة إنها "تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية" على الأسد. وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الاميركية "نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين". وتأتي تصريحات برايس في ظل توتر يشوب العلاقات الوثيقة بين ابوظبي وواشنطن بسبب التزام الامارات باتفاق أوبك+ الذي ينظم زيادة الامدادات في السوق، في حين تضغط الولايات المتحدة باتجاه رفع مستويات انتاج الخام لتعويض النقص في النفط الروسي بسبب الحرب في اوكرانيا. وكان لروسيا الدور العسكري الحاسم في بقاء نظام الاسد، حين بدأت موسكو نشر قوات في سوريا في 2015، عندما كان النظام في اشد مراحل ضعفه. والتقى الأسد في الامارات بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي. واللقاء هو أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تشير إلى تحول في الشرق الأوسط يشهد إحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد. وتنامت المؤشرات على التقارب بين الأسد والدول العربية العام الماضي بما شمل اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبد الله وهو حليف أيضا للولايات المتحدة. ويقول محللون إن الدول العربية التي تسعى إلى توثيق العلاقات مع الأسد تراعي بشكل كبير اعتبارات سياسية واقتصادية، منها كيفية مواجهة نفوذ إيران وتركيا. أبوظبي/دبي - ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية والرئاسة السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد زار الإمارات اليوم الجمعة والتقى بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي وعدد من كبار المسؤولين الإماراتيين. وهذه أول زيارة خارجية يقوم بها الأسد لدولة عربية منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011 على اثر انتفاضة شعبية بدأت سلمية وتحولت مع التدخلات الخارجية إلى نزاع مسلح. وقام الأسد في السابق بزيارات لروسيا لكن لم يسبق أن زار أي دولة عربية، فيما تأتي زيارته للإمارات تتويجا لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأبوظبي. وقالت الوكالة الإماراتية إن لقاء الرئيس السوري وولي عهد أبوظبي جرى في قصر الشاطئ وان الزيارة تأتي في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق الأخوي بين البلدين حول مختلف القضايا. وأعرب الشيخ محمد عن تمنياته بأن "تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء"، بينما تأتي هذه التطورات في خضم انفتاح عربي على سوريا ومساع لاستعادتها مقعدها في جامعة الدول العربية وهو موضوع لا يزال خلافيا بين عدد من الدول الأعضاء بين متردد ومتحفظ ورافض. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الرئيس السوري اطلع ولي عهد أبوظبي على آخر التطورات في الساحة السورية حيث استعادت دمشق السيطرة على معظم الأراضي فيما تسيطر جماعات معارضة بينها جماعات إسلامية متطرفة على جزء من شمال سوريا وحيث تنتشر قوات تركية ويسيطر الأكراد على أجزاء أخرى. وبحسب المصدر ذاته بحث الجانبان العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وقالت الوكالة الإماراتية إن الشيخ محمد والأسد ناقشا خلال اللقاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشتركة، فيما أكد ولي عهد أبوظبي لضيفه على حرص الإمارات على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية إضافة إلى دعم سوريا وشعبها سياسيا وإنسانيا للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها. وقال الشيخ محمد إن "سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية". وتبادل الجانبان وجهات النظر وموقف البلدين تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقالت الوكالة الإماراتية إن عدد من كبار المسؤولين في الدولة حضر اللقاء بين الرئيس السوري وولي عهد أبوظبي وبينهم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني. ورافق الأسد في زيارته للإمارات فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين ومنصور عزام وزير شؤون الرئاسة وبشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين وعددا من المسؤولين. كما التقى الأسد بنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيح محمد بن راشد في استراحة المرموم بدبي. وحسب بيان نشرته الرئاسة السورية على صفحتها بفيسبوك، أعرب الشيخ محمد بن راشد لضيفه عن تمنياته بعودة الاستقرار والسلام لسوريا، مضيفا أن اللقاء تناول مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين السوري والإماراتي. وغادر الرئيس السوري الإمارات وكان في وداعه في مطار البطين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وكانت الإمارات قد أعادت في 2018 فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية الاحتجاجات في سوريا وشكل الحدث حينها أول إشارة على إعادة تطبيع العلاقات. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي قام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بزيارة دمشق التقى خلالها بالرئيس السوري وكانت أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع للعاصمة السورية.
مشاركة :