لضمان الاستقرار المالي .. «المركزي الروسي» يتجه لشراء سندات سيادية بالروبل

  • 3/19/2022
  • 22:03
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعتزم البنك المركزي الروسي شراء سندات حكومية مقومة بالروبل، في وقت تواجه فيه الحكومة الروسية عقوبات دولية واسعة، على أثر التدخل العسكري في أوكرانيا. ووفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء، أكدت إلفيرا نابيولينا محافظة البنك المركزي الروسي، في بيان أمس، أن المصرف سيبدأ شراء سندات حكومية مقومة بالروبل، وتعرف باسم "أو إف زد" غدا الإثنين وسيبيعها بالكامل بعد استقرار السوق. وقال البنك المركزي في بيان: إن تداول سندات "أو إف زد" الذي سيجري بين العاشرة صباحا والـ11 صباح الإثنين في موسكو، سيتم بالأسلوب الذي يطلق عليه مزاد منفصل، ثم من الواحدة مساء إلى الخامسة مساء بأسلوب المزاد المعتاد، ولن يكون البيع المكشوف مسموحا. وقالت نابولينا، إنه من المنتظر أن يشتري البنك المركزي الروسي كميات من سندات "أو إف زد" التي تعد ضرورية لضمان الاستقرار المالي، بعدما أبقى البنك المركزي على معدلات الفائدة دون تغيير عقب زيادة طارئة. وقالت محافظة البنك المركزي: إنه من المهم عدم فرض ضوابط أسعار إدارية. ومن المتوقع أن يقدم البنك توقعات اقتصادية جديدة في نيسان (أبريل). وفي سياق متصل، أعلنت وزارة النقل الروسية، أن الالتفاف حول المجال الجوي الروسي يكلف شركات طيران أوروبية وأمريكية أكثر من 34 مليون يورو أسبوعيا. وقالت الوزارة: إن الالتفاف حول المجال الجوي الروسي، المغلق أمام هذه الشركات، "أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر والشحن، ما أثر بشكل مباشر في الركاب وشركات الشحن". وأكدت أنه كان هناك 31 ألفا و400 رحلة من هذا النوع في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضيين. وتمر أقصر الطرق التي تربط أوروبا والولايات المتحدة بالشرق الأقصى عبر روسيا. وكانت كل الدول الأوروبية تقريبا وكذلك الولايات المتحدة وكندا أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية عقب بدء الأزمة الروسية - الأوكرانية. وردت روسيا بإجراءات مماثلة، ما كلف شركات الطيران الأجنبية السير في طرق ملتفة طويلة ومكلفة، غير أن موسكو خسرت أيضا الإيرادات التي كان تحصلها عن حقوق التحليق في أجوائها. ولا توجد حسابات إجمالية غربية للتكاليف التي تحملتها شركات الطيران بسبب الالتفاف على المجال الجوي الروسي، غير أن شركة لوفتهانزا الألمانية قدرت التكاليف الزائدة عليها بمليون يورو شهريا. وقال فيتالي زافيليف، وزير النقل الروسي والرئيس الأسبق لشركة ايروفلوت الروسية للطيران، "لم نكن مهتمين بفرض قيود على شركات الطيران الأجنبية، اتخذنا رد فعل عكسيا - وفقا للقانون الدولي - على إغلاقات فرضتها دول أخرى". إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أمس، إن بولندا اقترحت على الاتحاد الأوروبي أن يفرض حظرا شاملا على التجارة مع روسيا وحثت على تشديد العقوبات على موسكو، بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز". وأضاف مورافيسكي "تقترح بولندا إضافة حظر تجاري إلى حزمة العقوبات هذه في أقرب وقت ممكن، "بما يشمل" كلا ميناءيها البحريين، وكذلك حظر التجارة البرية، وسيؤدي قطع التجارة الروسية بالكامل إلى إجبار موسكو على النظر، فيما إذا كان سيكون من الأفضل وقف هذه الحرب القاسية". وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد وافقت الأسبوع الماضي على فرض حزمة رابعة من العقوبات على روسيا. ولم تكشف عن تفاصيل العقوبات، لكن الرئاسة الفرنسية قالت: إنه سيتم إلغاء وضع روسيا التجاري "كدولة أولى بالرعاية". وحذر كريستيان زيفينج رئيس مجلس إدارة مصرف "دويتشه بنك" الألماني، من التعجيل بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا. وفي تصريحات صحافية قال زيفينج أمس: "علينا أولا أن ندع العقوبات المعلنة تعمل، ويجب إجراء مراجعة بشكل دائم لما إذا كانت هناك حاجة لعقوبات أشد، ولا سيما أن هذه العقوبات لها أيضا تأثير سلبي فينا، ويجب أن نتحمله". وفي الوقت نفسه، أوضح زيفينج، "حال عدت الحكومة الاتحادية هذا الأمر، فرض عقوبات جديدة، ضروريا، سنشارك فيه". وكان "دويتشه بنك"، وهو أكبر مصرف تجاري في ألمانيا، أعلن الأسبوع الماضي تخفيض حجم أعماله في روسيا بسبب التدخل الروسي في أوكرانيا، كما أعلن أنه لن يشارك في أعمال جديدة هناك. وصرح زيفينج "بالتأكيد كنا سننسحب من هناك بصورة أسرع خلال الأعوام الماضية لو توفر لدينا ما نعرفه اليوم". وتسعى الإدارة الأمريكية من خلال التهديد بفرض عقوبات جديدة وعالمية إلى "تعطيل فعال" لعشرات من طائرات الركاب الروسية. وتشمل العقوبات 99 طائرة تمثل نحو خمس الطائرات التي تشغلها شركة الطيران الروسية الحكومية إيروفلوت، إضافة إلى عديد من طائرات الشحن وطائرة نفاثة خاصة تابعة للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. وهذا يعني أنه بالكاد يمكن استخدام الطائرات الروسية في حركة الطيران الدولية. وأكدت وزارة التجارة الأمريكية في واشنطن البارحة الأولى، أن أي خدمة لتمكين الرحلات - سواء كانت صيانة أو إعادة تزويد بالوقود على سبيل المثال - تشكل انتهاكا للوائح الأمريكية ويمكن توقيع العقوبات عليها. وأضافت "أن هناك عقوبات بالسجن المطول وغرامات وفقدان تصاريح التصدير أو غير ذلك يمكن توقيعها في هذه الحالة". وينطبق هذا أيضا على الخدمات في روسيا نفسها، وقالت: إن أي خدمات للطائرات المتضررة مسموح بها فقط بموافقة مسبقة. وقالت جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية: "تظهر وزارة التجارة اليوم قوة في نطاق الإجراءات التي اتخذناها في الأسابيع الأخيرة ردا على الحرب العدوانية الوحشية التي شنتها روسيا على أوكرانيا". وستنشر قائمة الطائرات بما في ذلك أرقام تعريفها حتى لا يسمح للشركات الروسية والبيلاروسية والأثرياء الروس بالسفر دون عقاب على الرغم من القانون الأمريكي الحالي. ووفقا لضوابط التصدير الأمريكية، يجب أن تحصل الطائرات الأمريكية الصنع والآلات التي تزيد نسبة تصنيعها في أمريكا عن الربع على تصريح من الولايات المتحدة للسفر إلى روسيا ابتداء من 24 شباط (فبراير) الماضي. وتشير القائمة الجديدة إلى تأثر طائرات شركة بوينج الأمريكية المصنعة وطائرة خاصة من تصنيع شركة جالف ستريم، وتحمل اسم أبراموفيتش بهذه العقوبات. وذكرت شركة الطيران الروسية الحكومية "إيروفلوت"، أن لديها 187 طائرة عاملة، تشمل 59 من طراز بوينج، و119 من تصنيع شركة إيرباص الأوروبية.

مشاركة :