استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي بمكتبة الصفا للفنون والتصميم، الشاعر أحمد عيسى العسم، ضمن احتفالات الاتحاد بـ«يوم الشعر العالمي»، وجاءت بالتعاون بين فرع دبي ومكتبات دبي العامة، وأدار الأمسية الشعرية الحوارية الإعلامي غيث حسن. وتحدث الشاعر أحمد العسم عن تجربته الممتدة، إذ يعتبر العسم أحد رواد الجيل الثاني في الشعر الإماراتي، وجاء حديثه مستلهماً من ذكريات الماضي ومعرجاً على الحاضر ودالًا على المستقبل، حيث أشار فيه إلى تأثير البيئة على الكاتب، داعيا الأجيال الشابة إلى ضرورة التماهي مع أصحاب التجارب لاستشراف الطريق الممهدة التي تحملهم إلى شعرية ذات ألق وهوية وتحضّر، كما دعاهم إلى الانغماس في البيئة التي يكتبون فيها دون إفراط أو تفريط، بحيث يحافظون على متانة اللغة مع استلهام المفردات والدلالات، التي تربطهم بتلك البيئة حتى يوثقون رحلتهم بأختام المكان والزمان. وتنوعت قصائد العسم راصدة تنوع تجربته بين الفصيح والمحكي والإيجاز والإطناب فيهما، بيد أن الأكثر الأعم كان فيما تميز الشاعر فيه خلال تجربته والمتمثل في القصائد القصيرة في تشكيلها الشعرية، ولكنها غنية بعمق الدلالات والرمزيات المعبرة عن ينابيع شتى استقى منها الشاعر تجربته العذبة الرقيقة. وقرأ العسم مجموعة من قصائد مجموعته الأخيرة «ماعون». ومن جماليات ما قرأ عن العزلة: (تعال إلى جانبي الأيسر الذي تأثر بغياب كفي/ هذي العزلة النافذة ستظل مفتوحة طوال الليل/ كن حذراً يا أيها الطائر/ أخشى عليك من الخدوش/ من قدوم الطيور التي تبحث عن القفص/ العالم بلا مظهر هذه السنة/ بقيت الأقنعة/ وذابت الوجوه/ هذه السنة تختطف رجالا كثرا ونساء/ والأخرى من الوجوه تقترن برغبة طاغية/ اقترن المفتاح بالعزلة). صدر للعسم قبل «ماعون» ديوان مشترك بعنوان «مشهد في رئتي» 1998، «يحدث هذا فقط» 2002، ورد عمري مجموعة شعرية بالعامية 2003، و«ماي وطين»، وباب النظرة، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث 2010، وسكون ينزلق سنة 2010، أيضا «صوت الرمان» 2010، «ليل يبتل» 2012، و«فنر» مجموعة بالعامية 2011، و«في غفلة الماء» 2015، «تحت الظل الكثرة» 2017. كما عرج العسم خلال الأمسية على أسرته وطفولته، وعلاقته الوطيدة بالبحر التي تركت أثرها في شعره وتجربته. وتحدث كذلك عن علاقة الصداقة التي جمعته بالشعراء الراحلين حبيب الصايغ، وأحمد راشد ثاني، وجمعة فيروز، بصدق ولغةٍ شاعرية، قارئاً من أشعارهم. ولأن الشعر والموسيقى صنوان شارك في الأمسية عازف الكمان المتألق الموسيقي محمد حمامي، بمقطوعاتٍ مميزة. وفي نهاية الأمسية وقّع الشاعر على مجموعة من إصداراته وأهداها للحضور.
مشاركة :