التنويريون الجدد سراج في رابعة النهار ..لا يسع شخص يزعم الإنارة للمكان في يوم مشمس من أيام صيف الصحراء الحارة !! إلا أن تدعو له بثبات العقل ، وستر الحال ، زاعموا التنوير بجميع أطيافهم اللتي تأطرت بكل منهج ، وفكر إلا إطار الشرع ؛ وما يمت له بصلة من موروث علمي أو تاريخي ، ومن كل مستق من مشارب التشريع الإسلامي ..هذه الأيام حيث كارثة الغزو الروسي لأكرانيا ؛ وافتضاح الغرب الأوروبي ، والأمريكي الذي لا يقل سوءً عن روسيا الجديدة الأروسية الغاشمة ..تنويرون كثر شرقوا بانكشاف الزور الذي لطالما شهدوا له فصمتوا ( لا إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء) وبعض التنويريين لا يزالون في غيهم يتقلبون ..أما عموم أبناء المجتمعات العربية فقد أيقنوا أن دينهم ، وأخلاقهم هي إطار نهضتهم ، ووحدتهم ، ووطنيتهم للتقدم الرشيد نحو الأمن ، والسلام ، وهداية البشرية ..لن استطرد بل لن أذكر تلك النماذج الهابطة ، والصادمة في مشهد الصراع الروسي من طرف والأوروبي الأمريكي الطرف الآخر فأحداثها حتى دهاليزها عيانا بيانا.. هنا تذكرت مقولة ! قيل للحق : أينك عندما كان الباطل ظاهرا ؟! قال الحق : كنت أقتلع جذورة.. سوء الباطل ذاتي تكشفه العقول السليمة ، والسنن الكونية التي خلقها الله وفق قانون العدل ، والحكمة الإلاهية .. فالنور نور الله (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).. التنوير ليس التشكيك بالاصول ، والمصادر ، وتسفيه علماء ، ورجالات ، وقادة أنجزوا ، وعملوا من أجل دينهم ، وأوطانهم وفق المتاح ، وظروف الزمن .. التنوير بناء ، وقدرة على الإبتكار ، والإنجاز ، وخدمة الوطن بحب ، وتواضع ، ومصير مشترك.. أما الهدم ، والتجريح ، والارتماء في مستنقعات تطبيقات الشرق ، والغرب فهذا عمى ، وفقد بصيرة ، وتبيدق ساذج مضر يهدم أكثر مما يبني ..التنوير بسراج في رابعة النهار ! كدميم خِلقةٍ يُهدر وقته بأن الجمال قبح ! فلما شاهد كثرة من حوله ! ظن أنه بلغ تفاهته . فإذا من حوله يستعجبون ، ويحوقلون ويدعون بثبات العقل وستر الحال .
مشاركة :