ارتفع عدد جثث المهاجرين غير الشرعيين التي تم انتشالها منذ يوم أمس قبالة سواحل شمال شرق تونس إلى 20 جثة، بحسب الحماية المدنية (الدفاع المدني) بمحافظة نابل التونسية. وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية مساء اليوم (السبت)، نقلا عن مصدر وصفته بالمسؤول من الحماية المدنية (الدفاع المدني)، إن وحدات أمنية وأخرى تابعة للدفاع المدني "انتشلت اليوم 8 جثث جديدة لفظها البحر" على سواحل محافظة نابل، ليرتفع بذلك عدد الجثث التي تم انتشالها منذ أمس (الجمعة) إلى 20 جثة. وأضاف أن "الأبحاث الأولية تشير إلى أن أغلب الجثث التي تم انتشالها أمس تعود لمهاجرين غير شرعيين يحملون جوازات سفر سورية"، لافتا في نفس الوقت إلى أنه تم نقل جميع هذه الجثث إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي محمد الطاهر المعموري بنابل للتثبت من هوياتها. وكانت وحدات من الحرس البحري والحماية المدنية (الدفاع المدني) في تونس قد انتشلت مساء أمس جثث 12 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل محافظة نابل التي تبعد نحو 70 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة. ورجح مصدر بالحرس البحري نقلت أقواله مساء أمس إذاعة "موازييك أف أم" المحلية التونسية أن يكون هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين قد غرق مركبهم أثناء محاولتهم التسلل خلسة إلى الشواطئ الإيطالية انطلاقا من السواحل التونسية. ولا يعرف حتى الأن إجمالي عدد المهاجرين الذين غرقوا في هذه الحادثة، علما وأن منظمة إنسانية أوروبية تدعى "ماد وتش" كانت قد أعلنت (الأربعاء) الماضي عن فقدان أثر قاربي هجرة أبحرا من تونس على متنهما 84 شخصا. وأشارت في تغريدة نشرتها في موقع "تويتر"، إلى أن القاربين انطلقا من السواحل التونسية، حيث يحمل الأول 60 شخصا، والثاني 24 شخصا، لكن انقطع الإتصال بهما، ولا يعرف مصير من كان على متنهما. وتواترت خلال الأشهر القليلة الماضية محاولات التسلل إلى السواحل الإيطالية نفذها حالمون بالهجرة من تونس والعديد من الدول الإفريقية، حتى أن رمضان بن عمر، الناطق الرسمي بإسم المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية (منظمة غير حكومية)، أكد خلال مؤتمر صحفي عقده (الأربعاء) الماضي، تزايد عدد محاولات الهجرة غير الشرعية. وكشف أن عدد التونسيين الذين وصلوا السواحل الإيطالية بلغ خلال الفترة ما بين الأول من يناير ونهاية شهر فبراير الماضيين، 870 شخصا، إلى جانب إحباط 254 محاولة للهجرة غير الشرعية. يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات الأمنية التونسية عن غرق وإنقاذ مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحلها الممتدة على طول 1300 كيلومتر التي تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى منصة للانتقال إلى السواحل الإيطالية. وتعتبر جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية، التي عادة ما يختارها المهاجرون غير الشرعيين كمحطة أولى لرحلتهم البحرية، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية، حيث تبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط.
مشاركة :