بيروت - أبدى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، السبت، ارتياحه لخطوات الحكومة اللبنانية من أجل تصويب مسار العلاقات مع دول الخليج وذلك خلال اتصاله برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وفق بيان لمكتب ميقاتي الإعلامي. وذكر البيان، أن الوزير الكويتي أبدى ارتياحه "للخطوات (لم يحددها) التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لتصويب مسار العلاقات بين لبنان ودول الخليج". بدوره، شكر ميقاتي "الكويت على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان ومساندته خصوصا في الأوقات الصعبة"، بحسب المصدر ذاته. ونوه "بالمساعي الطيبة التي يبذلها وزير خارجية الكويت لإعادة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية إلى مسارها الصحيح". وكانت الداخلية اللبنانية قامت بجهود من ناحيتها لتفعيل بعض بنود المبادرة الكويتية حيث تعهد الوزير بسام مولوي بمكافحة تهريب المخدرات ومنع التعرض لدول الخليج رغم العراقيل التي تواجهها الحكومة في هذا الملف بسبب نهج حزب الله. وكان لبنان قد أعلن مؤخرا عن تمكنه من احباط عمليات لتهريب مخدر " الكبتاغون" في البضائع المصدرة إلى دول الخليج خاصة السعودية حيث ظهر وزير الداخلية اللبنانية ليتحدث عن جهود قوات الأمن في مواجهة الظاهرة. كما تحدث وزير الداخلية عن جهود الوزارة في ملاحقة المتورطين في تنظيم مؤتمر لجمعية الوفاق البحرينية مشيرا بانه لن يسمح بتعكير صفو العلاقات مع المنامة اضافة الى منع قناتين تابعتين للحوثيين من مواصلة البث من الاراضي اللبنانية. وبعد أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول خليجية، عقب تصريحات لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي، انتقد فيها حرب اليمن، قدمت الكويت إلى لبنان مبادرة خليجية حول "إعادة الثقة به". وجاءت المبادرة بعد ان سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من سفير لبنان المغادرة وذلك في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ، وفعلت ذلك لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن. كما تسبب تورط جماعة حزب الله اللبناني في دعم الحوثيين سواء بالتدريب او باطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية في تعقيد الوضع اللبناني وتازيم علاقات البلد مع محيطه العربي. وتضمنت المبادرة الطلب من بيروت عدم التدخل في الشؤون الخليجية والعربية عامة، وتشديد مكافحة تهريب المخدرات من لبنان إلى الخليج، وتطبيق اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989) وقرارات دولية ذات صلة بلبنان. ورغم ان البلاد تعاني من أزمة اقتصادية خانقة مع انهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الأساسية وفقدان بعضها في الأسواق لكن قيادات حزب الله لا تزال تطلق التهديدات ضد دول الخليج. وتسعى حكومة نجيب ميقاتي جاهدة لإنهاء حالة التوتر مع الخليج لكن يبدو ان الجهود التي تبذلها السلطات لا تزال تواجه بعراقيل حلفاء إيران.
مشاركة :