أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قواتها قصفت أوكرانيا بصواريخ كروز من سفن في البحر الأسود وبحر قزوين، وأطلقت صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيجور كوناشينكوف، إن روسيا نفذت ضربات على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية مساء أمس الأول وصباح أمس. وأضاف أن «صواريخ كروز من طراز كاليبر أطلقت من مياه البحر الأسود على مصنع نيجين الذي يقوم بإصلاح العربات المدرعة الأوكرانية التي تضررت خلال القتال». وأردف كوناشينكوف، قائلاً: إن روسيا أطلقت صواريخ كروز من طراز كاليبر من بحر قزوين وصواريخ كينجال، التي تعني الخنجر، وتفوق سرعتها سرعة الصوت، من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم لتدمير منشأة لتخزين الوقود يستخدمها الجيش الأوكراني. وضمت روسيا القرم من أوكرانيا في 2014. كما قصفت القوات الروسية مركزاً للاستعداد العسكري، حيث يتمركز مقاتلون أجانب انضموا إلى قوات أوكرانيا. وذكرت تقارير روسية أن مجموعة مكونة من 100 جندي أوكراني ومقاتل أجنبي، لقوا حتفهم، بعد هجوم روسي على مركز تدريب، بالقرب من مدينة «جيتومير» وسط أوكرانيا. وفي هذه الأثناء، أفادت تقارير صادرة عن الجيش الأوكراني، أمس، بأن روسيا تفقد مزيداً من كبار ضباط الجيش في العملية العسكرية الدائرة بالبلاد. وقالت كييف: «جرى القضاء على قيادات فوج المظلات من مدينة كوستروما الروسية، وفوج القوزاق من مدينة سترافروبول، في إشارة إلى أنهم قتلوا». ووفقاً للجيش الأوكراني، أصيب أيضاً قائد اللواء 346 من القوات الخاصة الروسية. ولم يتم التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل. ولا ترد روسيا على المزاعم الأوكرانية. كما أعلنت السلطات الأوكرانية، أمس، أن روسيا قصفت مدرسة تؤوي 400 شخص في مدينة ماريوبول المحاصرة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب، أمس، إن حصار ماريوبول، الميناء الاستراتيجي في جنوب شرق البلاد، الذي قطعت عنه الاتصالات لأيام، «سيسجل في التاريخ». وأشار أيضاً إلى مقتل آلاف الجنود الروس في الحرب. وقال مجلس مدينة ماريوبول في تطبيق المراسلة تليغرام: «ألقى الروس قنابل على مدرسة الفن رقم 12»، مضيفاً أن حوالى 400 امرأة وطفل وكبار السن كانوا يحتمون هناك من القصف. وأضاف أن «مدنيين مسالمين لا يزالون تحت الأنقاض»، مشيراً إلى أن المبنى دمر. وقالت سلطات المدينة أيضاً إن بعض سكان ماريوبول أرغموا على الانتقال إلى روسيا، وجردوا من جوازات سفرهم الأوكرانية. وقال بافلو كيريلينكو، رئيس إدارة منطقة دونيتسك الإقليمية: إن «الروس يرسلون سكان ماريوبول إلى معسكرات، ويفحصون هواتفهم، ويصادرون وثائقهم الأوكرانية»، مضيفاً أنه جرى ترحيل أكثر من ألف من سكان ماريوبول. وأضاف على فيسبوك: «أناشد المجتمع الدولي الضغط على روسيا». ولا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور في معظم الجنوب والشرق، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها وكذلك في الشمال في محيط العاصمة كييف. حذرت وكالات الإغاثة من أنها تواجه صعوبات في الوصول إلى مئات آلاف الأشخاص العالقين بسبب الهجوم الروسي. وتعتبر ماريوبول من المدن الأكثر تضرراً، لأنها تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً. وستؤدي السيطرة عليها إلى ربط شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، بالمناطق الانفصالية في شرق البلاد دونيتسك ولوهانسك اللتين انفصلتا في السنة ذاتها، ويسيطر عليها انفصاليون مدعومون من موسكو. ويُعتقد أن هناك آلاف الأشخاص عالقين في المدينة، حيث قطعت الكهرباء والماء والغاز. وأعلنت موسكو، أمس الأول، أن قواتها خرقت دفاعات المدينة وباتت داخلها. وفي شمال البلاد، تحدث فلاديسلاف أتروشنكو رئيس بلدية تشيرنيهيف عن «كارثة إنسانية مطلقة» في مدينته. وقال للتلفزيون: إن «القصف المدفعي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي إلى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء». وأضاف: «لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل». «البنتاجون»: الصواريخ الفرط صوتية «لا تحدث فارقاً» اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، أن الصواريخ الفرط صوتية التي تقول روسيا، إنها استخدمتها لتدمير أهداف عسكرية في أوكرانيا «لا تحدث فارقاً» في مواجهة مقاومة الجيش الأوكراني. وأفاد أوستن لشبكة «سي بي إس» الأميركية، قائلاً: «لا أراها أسلحة تحدث فارقا»، رافضاً في الآن نفسه «تأكيد أو نفي» استخدام موسكو لهذا النوع من الصواريخ. وأعلنت روسيا، أمس، لليوم الثاني توالياً، استخدامها صواريخ فرط صوتية في أوكرانيا. وإذا تأكد ذلك، فسيكون أول استخدام معروف في ظروف قتال حقيقية لهذا النظام الذي جرى اختباره لأول مرة عام 2018. وقال لويد أوستن، إن روسيا باستخدام مثل هذه الأسلحة «تحاول استعادة الزخم» في العملية العسكرية. وحذر لويد أوستن روسيا من استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية في النزاع. وقال إنه سيكون هناك عندئذ «رد فعل قوي ليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن أيضاً من المجتمع الدولي». كييف تتسلم 500 صاروخ «أرض جو» ألماني حصلت أوكرانيا على 500 صاروخ أرض جو طراز ستريلا من ألمانيا. وذكرت مصادر حكومية أوكرانية أن الأسلحة جرى تسليمها، يوم الخميس الماضي؛ وكانت صحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة، أمس، أوردت تقريراً عن هذا الموضوع، مشيرة إلى أن التسليم جرى في بولندا. من جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية، إن من غير الممكن إعطاء معلومات عن أنظمة أسلحة معينة، بناء على «جوانب أمنية وتشغيلية»، وأوضحت أنه جرى التعهد بتوريدات مختلف المعدات العسكرية لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرة إلى أن بعضها وصل بالفعل، وستتواصل إذا أمكن. وكان الحديث يدور بالأساس عن توريد ما يصل إلى 2700 صاروخ أرض جو طراز «ستريلا»، غير أن مجلس الأمن الاتحادي لا يزال ينظر في صفقة التوريد. وهذه الصواريخ هي أسلحة سوفيتية الصنع، كانت موجودة في المخزونات السابقة للجيش الشعبي الوطني، في ألمانيا الشرقية السابقة. وغيرت ألمانيا من نهجها بعد الهجوم الروسي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي على أوكرانيا، وزودت أوكرانيا بقذائف آر بي جيه، ونظام «ستينجر» للدفاع الجوي، إلى جانب تجهيزات عسكرية مختلفة. وكانت الحكومة الألمانية ترفض، بشكل مبدئي، حتى ذلك الحين تصدير كل أنواع الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، لأنها منطقة أزمة.
مشاركة :