في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في العاصمة الفرنسية باريس قال الأمين العام بان كي مون إن هذه اللحظة السياسية قد لاتتكرر مرة أخرى، وحث القادة على العمل للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ، وذلك بحسب ما ذكره موقع "إذاعة الأمم المتحدة". وقال مخاطبا قادة نحو مئة وخمسين دولة: "أنتم هنا اليوم لكتابة مستقبل جديد، مستقبل الأمل والوعد بتنامي الرخاء والأمن والكرامة للجميع. في سبتمبر اعتمدتم أجندة ملهمة جديدة للتنمية المستدامة بأهداف طموحة أقرها الجميع. أظهرتم التزامكم بالعمل من أجل الصالح العام. لقد حان الوقت لتفعلوا ذلك مرة أخرى." وحث بان كي مون قادة العالم على توجيه المفاوضين الذين يمثلونهم في المؤتمر، لاختيار طريق التسوية والتوافق من أجل التوصل إلى اتفاق دولي جديد للمناخ. وقال الأمين العام إن العمل الجريء في مجال المناخ يصب في المصالح الوطنية لكل دولة مشاركة في مؤتمر باريس. "يتعين أن تكون باريس نقطة تحول. نحتاج إلى أن يعرف العالم أننا نسير باتجاه مستقبل منخفض الانبعاثات وقادر على الصمود أمام تغير المناخ، وأننا لن نغير ذلك المسار." وأضاف بان في كلمته في مؤتمر المناخ في باريس أن ارتفاع درجات حرارة الأرض بدرجتين مئويتين سيخلف عواقب خطيرة على الأمن الغذائي والمائي والاستقرار السياسي والسلم الدولي. ومن هنا تبرز أهمية التوصل إلى اتفاق شامل ذي مغزى في باريس كما قال الأمين العام، محددا أربعة معايير للنجاح أولها أن يكون الاتفاق مستداما وأن يوجه رسالة إلى الأسواق مفادها أن تحول الاقتصاد الدولي إلى الانبعاث المنخفض لغازات الاحتباس الحراري أمر حتمي ويعود بالنفع على الجميع. المعيار الثاني هو أن يكون الاتفاق قادرا على استيعاب التغيرات في الاقتصاد العالمي وألا يكون بحاجة لإعادة التفاوض حوله، وأن يوجد التوازن المطلوب بين دور القيادة للدول المتقدمة والمسؤولية المتزايدة للدول النامية بما يتماشى مع قدراتها ومستويات التنمية بها. أما المعيار الثالث لنجاح اتفاق المناخ فهو تجسيده للتضامن مع الفقراء والأكثر استضعافا، والمعيار الأخير هو أن يكون الاتفاق ذا مصداقية. وقال الأمين العام إن الطموح الحالي يجب أن يكون منطلقا للجهود وليس سقفا لها.