أي سيناريوهات ممكنة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

  • 3/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاثة أسابيع ولا ينتظر أن يحسم مصيره سريعا، إلا أن خبراء يضعون خمسة سيناريوهات محتملة لما بعد انتهاء عملية الغزو، أكثرها ترجيحا التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف في نهاية المطاف، وأقلها تشاؤما توسع رقعة النزاع لتشمل دولا أخرى. ولا تزال القوات الأوكرانية تقاوم القوات الروسية، وتكبدها خسائر فادحة في العتاد والعديد. وصدّ الأوكرانيون بشكل حاسم محاولة من قوات المظليين للاستيلاء على العاصمة في أيام الحرب الأولى، قبل أن يتراجعوا مذاك إلى مواقع دفاعية مكنتهم من إبقاء سيطرتهم على جميع المدن الاستراتيجية. ورغم ادعاء روسيا منذ فترة طويلة أن لديها تفوقا جويا، فإن الدفاعات الجوية الأوكرانية يبدو أنها لا تزال تعمل، بينما تواصل الدول الغربية تزويدها بصواريخ محمولة مضادة للدبابات والطائرات. وجاء في تقرير لوزارة الدفاع البريطانية الخميس أن “الغزو الروسي تعثّر إلى حد كبير على كل الجبهات”. روب جونسون: أوكرانيا قد تجبر روسيا على إبرام اتفاق سلام يلبي بعض مطالبها وتقدر الاستخبارات الأميركية أن 7000 عسكري روسي لقوا حتفهم، رغم أن الخبراء يؤكدون ضرورة التعامل مع هذه الأرقام بحذر. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء عن حزمة جديدة ضخمة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل أنظمة دفاع جوي صاروخي من طراز أس - 300، و100 طائرة مسيّرة “انتحارية” من طراز سويتش بلايد، والآلاف من الصواريخ الأخرى. لكن المقاومة العسكرية الأوكرانية لها تكلفة مدنية عالية، فقد قتل الآلاف ودمرت مدن مثل ماريوبول وخيرسون. وبدأ المفاوضون من الجانبين الحديث بعد أيام فقط على بدء الحرب، أولا عند الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا، ثم في تركيا، وأخيرا في العاصمة كييف. وقد تدفع الخسائر المتزايدة في ساحة المعركة والعقوبات الغربية الخانقة للاقتصاد الروسي الرئيس فلاديمير بوتين إلى البحث عن وسيلة لإنهاء النزاع تحفظ ماء وجهه. وكتب خبير الحروب في جامعة أكسفورد روب جونسون هذا الأسبوع أن “أوكرانيا قد تكون قادرة على إجبار روسيا على اتخاذ أحد خيارين: إما الاستمرار وتكبد خسائر لا يمكن تعويضها، وإما التوقف وإبرام اتفاق سلام يحقق بعض أهدافها”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأربعاء إن الجانبين “على وشك الاتفاق” على صفقة، تقبل بموجبها أوكرانيا بأن تكون دولة محايدة على غرار السويد والنمسا. وقد أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنا بأن بلاده لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي العسكري الغربي، وهذا مطلب رئيسي للكرملين. لكن رغم أن فرص التوصل إلى اتفاق تعززت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، فإنه لا يوجد ما يشير إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إذ تريد أوكرانيا انسحابا روسيا كاملا وضمانات أمنية بشأن المستقبل. ويرى بعض منتقدي بوتين أنه يستعمل الدبلوماسية ستارا لمواصلة الحرب. ويعمل بوتين على تشديد قبضته على المجتمع الروسي. وعززت الحملة ضد وسائل الإعلام المستقلة والأجنبية من هيمنة الإعلام الحكومي الروسي شديد الولاء للسلطة. زيلينسكي رمز المقاومة يدعو للسلام زيلينسكي رمز المقاومة يدعو للسلام وأوقف الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحرب، وأقر قانونا جديدا ينص على عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما لكل من ينشر “أخبارا زائفة” عن الجيش. لكن هناك مؤشرات على حدوث تصدعات في النخبة الحاكمة، إذ دعا بعض الأوليغارش والنواب، وحتى مجموعة النفط الخاصة “لوك أويل”، علنا إلى وقف إطلاق النار أو إنهاء القتال. ورفعت صحافية روسية لافتة كتب عليها “لا للحرب”، خلال بث نشرة الأخبار في وقت الذروة على التلفزيون الحكومي هذا الأسبوع. ولا يمكن استبعاد احتمال سقوط بوتين في احتجاج شعبي عنيف أو حتى انقلاب من داخل السلطة، لكن ذلك لا يبدو مرجحا في هذه المرحلة. وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن إليوت كوهين إن “أمنه الشخصي جيد للغاية وسيظل جيدا حتى اللحظة التي يتغير فيها الأمر”. وأضاف “لقد حدث ذلك مرات عدة في التاريخ السوفيتي والروسي”. وبالنظر إلى الأسلحة المتفوقة للقوات الروسية، والقوة الجوية والاستخدام العشوائي للمدفعية، يرى محللو دفاع غربيون أنها قادرة على مواصلة التقدم. وحذّر مسؤول عسكري أوروبي كبير الأربعاء من الاستخفاف بقدرة القوات الروسية على تجديد تكتيكاتها وتكيّفها. رغم ادعاء روسيا منذ فترة طويلة أن لديها تفوقا جويا، فإن الدفاعات الجوية الأوكرانية يبدو لا تزال تعمل وقال المسؤول إن لديها على ما يبدو مشاكل لوجستية ومعنوية، مع نقص في الوقود وحتى في زيوت المحركات. وأضاف “لكن علينا ألا نتجاهل أن كل ذلك لا يغير تفوق الجيش الروسي”. وتجنّد موسكو علانية مرتزقة من سوريا لدعم قواتها، وتستخدم أيضا مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي يحيط بها الكثير من الغموض. لكن حتى لو سيطر الروس على مدن استراتيجية مثل كييف أو أوديسا الساحلية جنوب البلاد، فسيواجه بوتين بعد ذلك تحديا في الاستمرار في احتلالها. وأوكرانيا لها حدود مع أربع دول سوفيتية سابقة أصبحت الآن أعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يعتبر الهجوم على عضو واحد فيه هجوما ضد كل الأعضاء. وحنين بوتين إلى الاتحاد السوفيتي وتعهده بحماية الأقليات الناطقة بالروسية، الموجودة أيضا في دول البلطيق، يطرحان سؤالا مفتوحا حول طموحاته الإقليمية. وقلة هم الذين يتوقعون أن يهاجم بوتين مباشرة دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي ينطوي على خطر حصول هجوم نووي، لكن محللين حذروا من حدوث استفزازات روسية لا تصل إلى حد إشعال فتيل حرب. وأمر بوتين بوضع الردع النووي الروسي في حالة تأهب قصوى، كما حذر وزير الخارجية لافروف من أن “الحرب العالمية الثالثة لا يمكن إلا أن تكون حربا نووية”. ويقول محللون غربيون إن مثل هذه التحذيرات يجب أن تعتبر بمثابة موقف لردع الولايات المتحدة وأوروبا عن التفكير في مقترحات مثل فرض “منطقة حظر طيران” فوق أوكرانيا. وأكثر ما يخشاه الأميركيون أن يعمد بوتين، في حال اعتبر أنه يواجه “استفزازا”، إلى توسيع بقعة النزاع إلى خارج أوكرانيا، مع مخاطر نشوب مواجهة مباشرة قد تكون نووية مع الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين. ولذلك يصبح المطلوب الآن، بحسب مسؤولين أميركيين، “احتواء الرئيس الروسي”.

مشاركة :