أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد أنه بحث مع قيادي حوثي ومسؤولين عمانيين، تنفيذ هدنة خلال شهر رمضان في البلاد، التي تشهد حربا منذ نحو ثماني سنوات. وقال مكتب غروندبرغ في تغريدة عبر تويتر "التقى المبعوث الأممي أمس (السبت) بكبير مفاوضي أنصار الله (الحوثيين) محمد عبدالسلام، ومسؤولين عمانيين في مسقط". وأفاد بأن "مباحثات غروندبرغ ناقشت مشاورات الأمم المتحدة الجارية (في الأردن)، وجهود معالجة الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، بما يتضمن هدنة محتملة في شهر رمضان المبارك (يبدأ مطلع أبريل)". وتحظى سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع مختلف أطراف النزاع اليمني، ما جعل المجتمع الدولي والمحلي يعول عليها كثيرا في التوسط لحل أزمة البلاد، وفق مراقبين. وكان غروندبرغ قد أعلن مساء الجمعة أنه اختتم الأسبوع الثاني من المشاورات مع أطراف يمنية في الأردن، ضمن الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد مسارات تعمل على حل مستدام للنزاع. ومن المقرر أن يلتقي في الأسبوع المقبل عددا آخر من الأحزاب السياسية اليمنية، بما فيها حزب اتحاد الرشاد، والمقاومة الوطنية، وكيانات يمنية مختلفة. ورغم ذلك لا يعول الكثير من اليمنيين على مشاورات غروندبرغ في تحقيق اختراق جوهري في إنهاء الانقلاب، خصوصا مع استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي عسكريا، وكذا الهجمات المتواصلة تجاه دول الجوار خدمة للأجندة الإيرانية، وفق مراقبين. وتتزامن دعوة المبعوث الأممي إلى تنفيذ الهدنة في اليمن، مع شن جماعة الحوثي صباح الأحد هجمات عدة على السعودية بصواريخ وطائرات مسيّرة على مرافق للطاقة وتحلية المياه في المملكة، مما أسفر عن أضرار مادية بسيارات ومنازل مدنية. وأعلن العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف، أن التحقيقات الأولية تشير إلى استخدام ميليشيات الحوثي الإرهابية لصواريخ كروز (إيرانية)، استهدفت محطة تحلية المياه المالحة بالشقيق ومحطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو بجازان. وأوضح المتحدث أن القوات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا أطلق لاستهداف مدينة جازان، كما دمرت وأسقطت تسع طائرات مسيّرة مفخخة أُطلقت نحو جازان وخميس مشيط والطائف وينبع وظهران الجنوب. ودانت الخارجية اليمنية في الحكومة الشرعية الهجوم، واعتبرته ردا على دعوة السعودية ودول مجلس التعاون إلى التشاور والسلام بين كافة الأطراف المتنازعة في اليمن. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أعلن الخميس أن المجلس سيستضيف مفاوضات يمنية - يمنية في الرياض هذا الشهر، مبينا أن المشاورات ستناقش ستة محاور، بينها عسكرية وسياسية، وتهدف إلى فتح الممرات الإنسانية وتحقيق الاستقرار.
مشاركة :