اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن إجراءات إسرائيل تقضي على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية من خلال التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي. وقال اشتية، لدى لقائه في مكتبه بمدينة رام الله الليلة الماضية، وزير خارجية سنغافورة فيفيا بالا كريشنان بحسب بيان صادر عن مكتبه تلقت "الرياض" نسخة منه: إن الأمور على أرض الواقع تتدهور بشكل تدريجي. وأضاف اشتية أن "حل الدولتين بالتفاوض لن يحدث لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تضع على أجندتها أنه لا حديث مع الرئيس محمود عباس ولا مفاوضات ولا دولة فلسطينية". وأشار إلى أن "كافة المحادثات التي تريدها إسرائيل مع الجانب الفلسطيني هي أن تكون ما دون السقف السياسي"، مشددا على أن القيادة الفلسطينية "لا تبحث عن تحسين ظروف معيشة للفلسطينيين تحت الاحتلال وإنما إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس". وأكد اشتية رفض الشعب الفلسطيني القبول "بالمعايير الدولية المزدوجة ونريد تطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة فيما يخص فلسطين"، داعيا سنغافورة إلى الاعتراف بدولة فلسطين في هذا الوقت المناسب لحماية حل الدولتين. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. إلى ذلك بحث اشتية مع كريشنان تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، داعيا سنغافورة لدعم برامج الحكومة في خلق فرص العمل وإعادة صياغة قدرات الشباب والخريجين ومنها توفير الدعم الفني في المجالات التكنولوجية للجامعات الفلسطينية. وتسلم رئيس الوزراء الفلسطيني من كريشنان دعوة من نظيره السنغافوري لزيارة سنغافورة، بهدف تعزيز العلاقات وأوجه التعاون المشترك وأخرى من الرئيسة حليمة يعقوب موجهة لنظيرها عباس لزيارة البلاد. وفي وقت سابق، أعلن كريشنان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في رام الله عزم بلاده فتح مكتب تمثيل لها لدى دولة فلسطين لتنسيق وتسهيل المساعدات التقنية السنغافورية. وأكد موقف سنغافورة الداعم لحل الدولتين من خلال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحيث يعيش الطرفان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، مشددا على استمرار بلاده بتقديم الدعم والمساعدة لفلسطين في مجال بناء القدرات ودعم القطاع الصحي. من جهة أخرى دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، الولايات المتحدة الأميركية لترجمة مواقفها السياسية إلى خطوات عملية على الأرض بشأن القضية الفلسطينية. ورحب مجدلاني في تصريحات رسمية، بتأكيد وزارة الخارجية الأميركية أن حل الدولتين هو الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وصنع السلام في المنطقة. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر، قالت في إحاطة صحفية يوم الجمعة الماضية إن حل الدولتين المتفاوض عليه هو أفضل طريقة لحل الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددة على أن الاستيطان يشكل عقبة أمام حل الدولتين. واعتبر مجدلاني أن الموقف بمثابة "رسالة طمأنة للفلسطينيين في ظل انشغال الإدارة الأميركية بالأزمة العالمية، وأن القضية الفلسطينية مازالت حاضرة ولكن دون تحريك أي خطوة عملية تجاه ذلك". وتابع أن موقف واشنطن بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "إيجابي ويمكن البناء عليه لكن لا يمكن الرهان عليه ما لم يتم اتخاذ خطوات عملية وملموسة وتعيين مبعوث للسلام يأخذ زمام المبادرة لوقف إجراءات إسرائيل أحادية الجانب". وتزامن حديث الخارجية الأميركية مع انتقاد السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدز، البناء الاستيطاني الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية، واصفا استمراره "بالغباء وسينهي حل الدولتين"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وقال السفير نايدز خلال مشاركته في مؤتمر نظمته حركة "السلام الآن" الإسرائيلية عبر الإنترنت إن الاستيطان "يثير الغضب وإنه عمل جاهدا لمنع الاستيطان في مدينة القدس". وأكد مجدلاني أن "الملف الجوهري والأساسي لدى القيادة الفلسطينية يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، والأفق السياسي الذي من شأنه إنهائه لم يكن مطروحا". ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
مشاركة :