أعلنت واشنطن الإثنين أنّها "مستعدّة لأخذ قرارات صعبة" للتوصّل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني ، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ إبرام هذا الاتفاق "ليس وشيكاً ولا مؤكّداً" وأنّها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها. من جهتها شدّدت فرنسا على "الضرورة الملحّة" للتوصل إلى اتفاق يمنع إيران من حيازة سلاح ذرّي، مشيرة بالخصوص إلى التقدّم الكبير الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني منذ انسحبت منه الولايات المتحدة. وبحسب مصدر مطّلع على سير المفاوضات الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، فإنّ أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن من القائمة الأميركية السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" الحرس الثوري الإيراني. وردّاً على سؤال بشأن هذه المسألة، رفض المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن يحدّد "العقوبات التي نحن على استعداد لأن نرفعها وتلك التي لسنا مستعدّين لأن نرفعها". قرارات صعبة لكنّ برايس أضاف "نحن مستعدّون لاتّخاذ قرارات صعبة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى حدوده" المرسومة في الاتفاق الذي أبرم في فيينا في 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الحرس على هذه القائمة في 2019 بعد عام من قرار الرئيس الجمهوري الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق. وأبدى الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي خلف ترمب في 2020 رغبته في العودة إلى الاتفاق، بشرط أن تعود طهران للامتثال لكامل الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن منه. وبدأ الجانبان في أبريل 2021 في فيينا مفاوضات غير مباشرة لإعادة تفعيل الاتفاق، بمشاركة الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين). وأجمع المعنيون على أن المباحثات المعلّقة راهنا بلغت مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف إلى حدودها الدنيا. والإثنين قال برايس "كان هناك تقدّم كبير في الأسابيع الأخيرة، لكنّني أريد أن أوضح أنّ التوصّل لاتفاق ليس وشيكاً ولا مؤكداً"، في محاولة منه للحدّ من منسوب التفاؤل الذي ساد منذ بداية مارس بين المفاوضين. وحذّر المتحدّث من "أنّنا نستعدّ بنفس الطريقة لكلّ السيناريوهات، مع أو بدون العودة المتبادلة إلى التزام كامل" بالاتفاق. وأضاف أنّ "الرئيس بايدن تعهّد أنّه لن يُسمح لإيران، طالما هو في السلطة، بامتلاك سلاح نووي، وهذا الالتزام حقيقي وقوي، سواء مع الاتفاق أو بدونه". ولفت برايس إلى أنّ المفاوض الأميركي روب مالي لم يعد إلى فيينا منذ قرّر المفاوضون قبل عشرة أيام وقف المحادثات مؤقتاً. وأوضح أنّه انطلاقاً من التجارب السابقة "لاحظنا أنّ المفاوضين الإيرانيين اعتادوا أخذ استراحة خلال أعياد النوروز"، رأس السنة الفارسية الذي احتفل به الإيرانيون الأحد، من دون أن يحدّد متى ستستأنف المحادثات. وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان على "الضرورة الملحّة لاستكمال المحادثات بشأن اتفاق فيينا من دون تأخير".
مشاركة :