ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن واشنطن أرسلت عددا كبيرا من بطاريات أنظمة الدفاع الجوية باتريوت إلى السعودية، لصد هجمات جماعة الحوثي اليمنية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعين، أن إرسال البطاريات جرى الشهر الماضي مستجيبة لطلب إعادة الإمداد، وسط توتر في العلاقات بين البلدين. وأضافت أن الحكومة السعودية لطالما طلبت أنظمة باتريوت من واشنطن، خاصة ضد هجمات الطائرات دون طيار والصواريخ التي يشنها الحوثيون، مشيرة إلى أن تلبية الطلب تأخرت بسبب بروتوكولات أمنية طويلة. وكانت عملية التحويل للتأكد من امتلاك السعودية المعدات الكافية للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ والطائرات دون طيار، التي يطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية، حسبما قال مسؤول. وطلب الجيش السعودي منذ العام الماضي المزيد من صواريخ باتريوت التي تستخدم لإسقاط الصواريخ والطائرات. وحذر السعوديون من أن ذخيرتهم من هذه الصواريخ تنفد بسرعة. وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الأميركية - السعودية قد تدهورت بشكل حاد عندما قررت إدارة بايدن شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، ورفض الرئيس الأميركي جو بايدن التعامل مباشرة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأشارت إلى أن الطلب السعودي لأنظمة اعتراض الصواريخ كان محلا للجدال بين واشنطن والرياض، بشكل أدى إلى انزعاج السعوديين الذين شعروا بأن الولايات المتحدة لا تدعم حملتهم في اليمن. وقال المسؤولون الأميركيون إن قرار إرسال صواريخ باتريوت استغرق أشهرا، وأكثر من المدة التي تستغرقها الطلبات من دول حليفة أخرى، لأن البيت الأبيض أخّر عن قصد تلك الإمدادات. وقال مسؤول أميركي إن صواريخ باتريوت نقلت من ترسانة الصواريخ الأميركية الموجودة في مكان ما في الشرق الأوسط. وجاء قرار إرسالها في النهاية في محاولة من واشنطن لبناء علاقات أفضل مع الرياض، إذ تأمل الولايات المتحدة في أن تضخ السعودية المزيد من النفط لوقف معدلات ارتفاع أسعاره، بسبب الأزمة الأوكرانية وتوقف النفط الروسي نتيجة للعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو. وفي وقت سابق انتقد بايدن السعودية بسبب حرب اليمن، وقرر وقف تدفق السلاح الذي يمكن استخدامه في استهداف الحوثيين. كما ألغى الرئيس قرارا اتخذه سلفه دونالد ترامب بوضع الحوثيين على قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، وهو قرار اعتبره قادة السعودية بأنه إشارة لهم لمواصلة هجماتهم وخرق وقف إطلاق النار. وكانت آخر الهجمات على السعودية فجر الأحد، عندما أطلق الحوثيون الصواريخ والمسيّرات على منشآت نفطية ومنشآت تحلية للمياه تديرها شركة النفط "أرامكو". وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات. وشجب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، الهجمات، وقال في بيان "شن الحوثيون هذه الهجمات الإرهابية بمساعدة من إيران، التي تزودهم بمكونات الصواريخ والمركبات دون طيار والخبرة أيضا". واستهدف الحوثيون محطة تحلية للمياه في جيزان ومحطة للغاز المسال في ينبع وأخرى في ظهران الجنوب، ومحطة غاز في خميس مشيط. وقالت شركة أرامكو إنه لم تقع إصابات كما لم تتوقف الإمدادات. وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين أعلنوا في 2019 مسؤوليتهم عن غارات بالصواريخ والمسيّرات ضد المنطقة الشرقية في السعودية، مع أن الولايات المتحدة حمّلت إيران المسؤولية، ومع ذلك استمرت الهجمات الصاروخية بشكل ثابت. وتُعتبر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ، سلاحا واحدا من أسلحة تستخدمها الإمارات والسعودية لمواجهة الحوثيين، ويتم إسقاط الكثير من المسيّرات التي تحلق على ارتفاع منخفض من خلال مقاتلات عسكرية. ويعود التوتر بين فريق بايدن والسعودية إلى الحملة الانتخابية 2020، عندما تعهد بايدن بمعاقبة المملكة ومعاملتها كدولة منبوذة بسبب جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي في عام 2018. وفي محاولة لإصلاح العلاقات، فشل البيت الأبيض في ترتيب مكالمة هاتفية بين الرئيس بايدن والأمير محمد في شهر فبراير. كما كشفت "وول ستريت جورنال" في حينه.
مشاركة :