ويعد حي السيدة زينب أحد أشهر الأحياء في مصر في مجال صناعة فوانيس رمضان، حيث لا يزال مقرا للعشرات من ورش التصنيع القائمة منذ عقود. ويعتبر الفانوس أحد أبرز المظاهر الشعبية المرتبطة بالاحتفال بشهر الصوم في شوارع وبيوت مصر. وقال أحمد عبد الله صاحب ورشة تصنيع الفوانيس بحي السيدة زينب، "إن الفوانيس تضيف البهجة على الأطفال وأسرهم، ونحن نصنع مختلف الأشكال الجديدة والقديمة، وبأسعار تنافسية". ويمتهن عبدالله صناعة الفوانيس منذ 20 عاما، حيث ورث هذه المهنة عن أبيه وجده. وأضاف الشاب المصري لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن نورد الفوانيس للكثير من المحلات، والجو العام هذا الموسم مختلف، حيث يوجد إقبال من الناس على شرائها". وتابع "لقد طورنا من شكل الفانوس، وأصبحت هناك تصميمات كثيرة له، ولم نعد نحصر أنفسنا في الشكل التقليدي لفانوس رمضان، لكن ما زلنا نحافظ على الروح التراثية للفانوس، وهذا دور مهم يجب على الصانع أن يهتم به". وأردف عبدالله، أن "منتجنا تتمتع بجودة عالية، وأغلب الناس تفضل حاليا شراء الفانوس المصري، لأن سعره أصبح تنافسي جدا، ويعيش لسنوات، عكس الفانوس المستورد الذي عادة ما يكون عمره الافتراضي قصير، لأنه مصنوع من مواد بلاستيكية". وتختلف أسعار الفوانيس حسب حجمها ونوعها، حيث تتراوح أسعار الفانوس المعدن بين 45 إلى 800 جنيه، والفانوس الخشب من 15 إلى 140 جنيها، والفانوس الخيامية من 40 حتى 120 جنيها، والفانوس الخرز من 60 حتى 150 جنيها، بحسب بركات صفا عضو شعبة الأدوات المكتبية والهدايا بالغرفة التجارية بالقاهرة. وقال صفا لـ ((شينخوا))، إن "الفانوس الكلاسيك يتم تصنيعه بنسبة 100% في مصر، ولدينا اكتفاء ذاتي، ونقوم بتصديره إلى الإمارات وإيطاليا". وبحسب عضو شعبة الأدوات المكتبية والهدايا، فإن سوق الفوانيس هذا الموسم يختلف عن العامين الماضيين اللذين شهدا غلقا جزئيا للمحلات بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ما أدى إلى تراكم الفوانيس في المحلات دون بيع. وأضاف أن "الإقبال على شراء الفوانيس هذا الموسم جيد، خاصة أن أسعارها مناسبة جدا". وتابع أن "تشجيع الدولة على تصنيع المنتجات التراثية دفع المصريين إلى الإقبال على صناعة الفوانيس وزينة رمضان". وأصدرت وزارة التجارة والصناعة قرارا في أبريل 2015 بوقف استيراد فوانيس رمضان والاعتماد على الصناعة المحلية. وأردف صفا، "بدأنا في صناعة الفانوس في العام 2016، حتى أصبح الفانوس المصري رقم واحد في السوق المحلية، وأنتجنا هذا العام ما يقرب من مليوني فانوس". واستدرك "لكن هذه الصناعة ينقصها شيء واحد فقط وهو أن يتم السماح باستيراد وحدة الصوت والضوء، ونناشد وزارة التجارة والصناعة بأن تسمح بذلك، لأن هذه الوحدة لا تنتج في مصر، ولها دور مهم في تطوير صناعة الفانوس، خاصة أن الفانوس لا يجب أن يكون صامتا". وعلى الرغم من موجة ارتفاع السلع والمنتجات في السوق المحلية، إلا أن أسعار فوانيس رمضان هذا الموسم تباع بنفس أسعار العام الماضي تقريبا، وفقا لمصطفى عثمان صاحب محل لبيع الهدايا في محافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة. وقال عثمان (52 عاما)، إن "الإقبال على شراء الفوانيس حاليا أفضل نسبيا من العام الماضي، لأن هذا العام هناك فوانيس كثيرة صناعة مصرية وبأشكال مختلفة تعجب الأطفال". ومن بين الذين اشتروا فوانيس لأطفالهم مهاب عبد الله (37 عاما)، وهو موظف في شركة سياحة. وقال عبدالله لـ((شينخوا))، "اشتريت فانوسا لابني بـ220 جنيها، وأريده أن يفرح بشكل الفانوس، لأنه عادة في هذا الشهر الكريم، فقد كان والدي يقوم بشراء فانوس لي كل عام لذلك أريد أن أفعل نفس الشيء مع ابني".
مشاركة :