موسكو/واشنطن - أمهلت روسيا مساء الأحد القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول حتى الساعات الأولى من يوم غد الاثنين لإلقاء وتسليم أسلحتها في تهديد يأتي وسط دعوات دولية لفتح ممرات إنسانية لعشرات الآلاف من العالقين وسط المعارك وأنباء عن كارثة إنسانية خطيرة في المدينة الساحلية الواقعة في إقليم دونتسك في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا وعلى بحر آزوف والتي تعتبر الأكثر تضررا من القصف الروسي والاشتباكات بين طرفي القتال. وقال الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع في إفادة وزعتها وزارة الدفاع "ألقوا أسلحتكم"، مضيفة "كارثة إنسانية مروعة تحدث... كل من يلقون أسلحتهم نضمن لهم ممرا آمنا إلى خارج ماريوبول". وتابع المسؤول الدفاعي الروسي أن الممرات الإنسانية من ماريوبول سوف تُفتح الساعة 10:00 بتوقيت موسكو (07:00 بتوقيت غرينتش) في 21 مارس/آذار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن أوكرانيا أمامها حتى الساعات الأولى من صباح 21 مارس للرد على طلب تسليم ماريوبول. وتأتي هذه المهلة بينما اتهم مجلس مدينة مايوبول وكذلك الولايات المتحدة موسكو بترحيل آلاف الأوكرانيين قسرا إلى روسيا. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد اليوم الأحد إن التقارير التي تفيد بترحيل آلاف من سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة قسرا إلى روسيا "مزعجة" و"غير معقولة" إذا كانت صحيحة. وأضافت في تصريحات لشبكة تلفزيون سي.إن.إن أن الولايات المتحدة لم تؤكد بعد هذه المزاعم التي رددها أمس السبت مجلس مدينة ماريوبول عبر قناته على تطبيق تليغرام. وقالت "سمعت عنها فقط. لا يمكنني تأكيدها... لكن يمكنني القول إنها مزعجة. من غير المعقول أن تُجبر موسكو مواطنين أوكرانيين على الذهاب إلى روسيا وأن تضعهم في داخل ما سيكون بالأساس معسكرات معتقلين وأسرى". وكانت ماريوبول وهي نقطة اتصال رئيسية لأوكرانيا بالبحر الأسود، هدفا منذ بداية الحرب التي يصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازيين فيها. وتقول أوكرانيا والغرب إن بوتين يشن حربا عدوانية. وقُتل نائب قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود أندريه بالي في معارك مع القوات الأوكرانية قرب مدينة ماريوبول، حسب ما أفاد مسؤولون روس الأحد. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازوجاييف عبر تطبيق تلغرام "قُتل أندريه نيكولايفيتش بالي في معركة تحرير ماريوبول من النازيين الأوكرانيين". وتقع سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014، ويقع فيها الميناء الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي. ووفق رازوجاييف، فإن أندريه بالي "الضابط الحقيقي سليل عائلة عسكرية" الذي كان يتمتع "بسلطة كبيرة على الأسطول" الروسي، قُتل السبت في اشتباكات بمحيط مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا التي تحاصرها القوات الروسية منذ أسابيع. وبحسب وسائل إعلام روسية، كان أندريه بالي عام 2020 نائب قائد القوات الروسية في سوريا حيث تتدخل روسيا عسكريا منذ سبتمبر/ايلول 2015 لدعم قوات نظام بشار الأسد. وقال مجلس مدينة ماريوبول أيضا إن القوات الروسية قصفت مدرسة للفنون أمس السبت يحتمي بها 400 من السكان لكن عدد الضحايا غير معروف إلى الآن. وقالت كايا كالاس رئيسة وزراء إستونيا لشبكة سي.إن.إن في وقت لاحق الأحد إنها ستضغط على حلف شمال الأطلسي من أجل تعزيز قدراته العسكرية في أوروبا الشرقية وتحث جميع الدول الأعضاء على تخصيص ما لا يقل عن اثنين بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع. وأضافت أن مزاعم الأوكرانيين الذي جرى ترحيلهم إلى روسيا تذكرنا بالآلاف من مواطني إستونيا الذين أُرسلوا إلى معسكرات العمل في سيبيريا في أربعينات القرن الماضي. وقالت "في الوقت الحالي، نحن في وضع مختلف لأننا أعضاء في حلف شمال الأطلسي... لكننا نحاول بذل كل ما في وسعنا لدعم أوكرانيا ومساعدتها في هذه الحرب". كما تحاول تركيا التوسط لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما أشاد به الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ خلال مقابلة الأحد مع شبكة 'إن.بي.سي'. وقال ستولتنبرغ "تبذل تركيا بعض الجهود الحقيقية لمحاولة تسهيل ودعم المحادثات بين روسيا وأوكرانيا... من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه المحادثات يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة ملموسة". وقارن دبلوماسي يوناني بقي في ماريوبول الأوكرانية خلال القصف الروسي ووصل إلى أثينا الأحد، الدمار الذي لحق بالمدينة بذلك الذي شوهد بستالينغراد وحلب. ودعا القنصل اليوناني العام في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس بعد عودته إلى أثينا حيث استُقبل كبطل في اليونان، الناس إلى "توحيد أصواتهم للمطالبة بهدنة ووقف لإطلاق النار". وقال أمام الصحافيين في المطار "ستُدرج ماريوبول في قائمة مدن دمرتها الحرب تماما مثل غيرنيكا وستالينغراد وغروزني وحلب". وكان أندرولاكيس نظم العديد من عمليات الإجلاء الناجحة لمغتربين يونانيين قبل مغادرته المدينة الثلاثاء. وقال "حاولنا إنقاذ أكبر عدد ممكن من المغتربين"، مضيفا أن "الأبطال هم الأشخاص الذين بقوا هناك وسيحاولون بدء حياتهم من الصفر". وتابع "في الوقت الراهن، يتعرض المدنيون للقصف بشكل أعمى"، مشيرا إلى أنه رأى أطرافا بشرية منتشرة في المدينة. وأعلنت أثينا الشهر الماضي أن حوالي عشرة أشخاص من الأقلية اليونانية البالغ عددها 100 ألف قتلوا منذ بداية الغزو الروسي. ويعود تاريخ الأقلية اليونانية في أوكرانيا إلى القرن الثامن عشر.
مشاركة :