القاهرة – عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء لقاء ثلاثيا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت في في منتجع شرم الشيخ (على البحر الأحمر بجنوب سيناء)، بحسب الرئاسة المصرية. وقال المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي في بيان إن هذا اللقاء الثلاثي تناول تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا "خاصة في ما يتعلق بالطاقة والأمن الغذائي". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت الثلاثاء وفق مصادر حكومة عن طبيعة المواضيع التي طرحت في اللقاءات الثنائية التي جمعت الاثنين بينيت والسيسي من جهة او التي جمعت الرئيس المصري بولي عهد أبو ظبي من جهة أخرى في مدينة شرم الشيخ. وتباحث القادة وفق الإعلام الإسرائيلي تقدم المحادثات النووية مع طهران، واستعداد واشنطن لإزالة "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة المنظمات الإرهابية؛ والتداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ووصل بينيت، والشيخ محمد، إلى شرم الشيخ، الإثنين، حيث نَقلت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، لم تسمه، قوله إن "لقاء ثلاثيا سيعقد الثلاثاء وسيتناول المصالح الأمنية التي تتقاسمها الدول الثلاث". وأضافت هيئة البث الإسرائيلية "تُعارض إسرائيل والامارات المسعى الأميركي لشطب اسم الحرس الثوري الإيراني، من قائمة الإرهاب لإرضاء إيران". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة الأميركية تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مقابل تعهد علني من إيران، بوقف التصعيد في المنطقة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "من بين المواضيع التي ستكون أيضا في صلب محادثات القمة الثلاثية،" استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار القمح، واحتمال رفع كميات النفط التي تصدرها الامارات، نظرا لارتفاع أسعاره الحاد في الاسواق العالمية". وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيدان رول، لهيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء "نبني باستمرار علاقات مع الدول من حولنا؛ نحن في حوار مكثف مع الأميركيين للتأثير على الاتفاق النووي، إسرائيل مصممة على التأثير على الاتفاق". ومن جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الثلاثاء إنه "تم التخطيط للقمة الثلاثية سراً في الأيام القليلة الماضية". وقالت "رسميًا، كان الاجتماع مخططًا لإعلان تجديد الرحلات الجوية بين شرم الشيخ ومطار بن غوريون الدولي، لكن، وفقًا لمسؤول إسرائيلي، كان السبب الحقيقي للاجتماع هو غضب الأطراف الثلاثة من الولايات المتحدة بشأن تقدم المحادثات النووية مع إيران واستعداد إدارة بايدن لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية". وبدورها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية اللقاء بأنه "قمة مناهضة لإيران". وأضافت ان هنالك تباينات فيما يتعلق بالدور الاميركي في دعم الجهود الخليجية لمواجهة تهديدات الحوثيين. وبدورها، قالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، إن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، تُعارضان تحرك الولايات المتحدة نحو إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ولاحظ موقع (تايمز أوف إسرائيل)، الثلاثاء، أن اللقاء هو القمة الثلاثية الأولى، بمشاركة بينيت والسيسي وولي عهد ابوظبي. وأشار إلى أن بينيت التقى، الإثنين، مع السيسي في لقاء هو الثاني الذي يجمعهما على أرض مصرية، بعد لقائهما الأول، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وقال "ستُمثل القمة الثلاثية أحدث التطورات في اتفاقات إبراهيم، التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات تمت عام 2020 بوساطة إدارة ترامب". وأضاف (تايمز أوف إسرائيل): "سيكون الاتفاق النووي الإيراني بالتأكيد على جدول أعمال شرم الشيخ، حيث تسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع حلفائها العرب بشأن هذه القضية". وتابع "تعارض إسرائيل بشدة العودة المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاقية 2015، (انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب منها عام 2018)، لكنّ القاهرة وأبو ظبي أكثر ودية لإحياء الصفقة". وأكمل موقع (تايمز أوف إسرائيل):" القاهرة وأبو ظبي، قلقتان بشأن دعم إيران للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما تريان أن إيران قادرة على السباق نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق". وتابع "ومع ذلك، قد يستخدم بينيت القمة لحشد دعم مصر والإمارات العربية المتحدة، لحملته العامة ضد الخطط الأمريكية، المُبلغ عنها لشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية". وبدورها، فقد اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم بأنها "حدث غير مسبوق". وقالت "من المتوقع أن تتناول القمة الإقليمية المصالح الأمنية المشتركة، فبالنسبة لرئيس الوزراء بينيت، فإن القضية المهمة التي يطرحها على الاجتماع الثلاثي هي القضية الإيرانية بشكل عام، والحرب الاقتصادية فيها بشكل خاص". كما أشارت إلى أن اللقاء بين السيسي وبينيت يأتي بعد الإعلان، الأربعاء، عن تسيير الخط الجوي بين تل أبيب وشرم الشيخ، بدءا من مطلع شهر إبريل/نيسان المقبل. وأطلقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على اللقاء وصف "خطة محاصرة إيران". وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية "تخشى من تداعيات إمكانية تجديد الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات الأميركية عنها". ومن جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء: "إسرائيل مهتمة بإقناع الإمارات والسعودية، بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم على النفط الروسي". وأضافت "وعلى صعيد اقتصادي آخر، ترغب إسرائيل في مساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، فحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت البلاد تعتمد على القمح من أوكرانيا وروسيا، كما تضررت من الارتفاع الحاد في أسعار القمح العالمية".
مشاركة :