مسفر الغامدي: مدعاة للسخرية

  • 12/8/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر الشاعر مسفر الغامدي أن المسابقة «مدعاة للسخرية»، وقال: «الواضح أن العقلية الفذة التي صممت مسابقة «شاعر شباب جدة»، تنحاز إلى مفاهيم لا تمت إلى عالم الشعر والإبداع بأية صلة، وأنها تنظر إليه من خلال عيون نهمة تريد لشاعر أن يصفع الآخر ببيت شعري أو يلدغه بقافية أو يحرجه بجرح غائر في النسيان، على شاكلة ما يحدث في شعر (القلطة) على سبيل المثال». ولفت إلى أنها في أحسن الأحوال «مرآة باهتة تحاول أن تعكس بعض المسابقات الشعرية التلفزيونية الاستهلاكية على شاكلة شاعر المليون أو أمير الشعراء، ثم إنها تكريس للنظم كقيمة شعرية عليا، إذ لن تجد شاعراً حقيقياً واحداً يستطيع أن يسلم رقبته للجنة لا ترى في الشعر إلا مجموعة من الأبيات والأوزان والقوافي، ولا ترى في الشاعر إلا ترزياً يستطيع أن يفصل لك ما شئت من الأبيات، وفي شتى المناسبات وعلى ما تريده «اللجنة العلمية المحترمة» من قوالب ومواضيع، في إهدار واضح للقيمة الحقيقية للشعر بوصفه تعبيراً ذاتياً لا يخضع للإملاءات والشروط الخارجية، ولا يحاصر في موضوع محدد، ولا ينتسب إلى مدينة أو قرية أو قبيلة أو عائلة بعينها. الشعر الذي يستعصي على العروضيين والنحاة وتجار العقار ووكلاء الدعاية والإعلان، مهما حاولوا احتلاله أو التطاول عليه». وتساءل الغامدي: «إذ كيف لنا أن نتصور أن جدة، المدينة والتاريخ والملتقى، حكر على أهلها، وهي المدينة التي تفتح ذراعيها للجميع! كيف لشاعر أن يثبت أنه من أبناء جدة أو من سكانها وبأية آلة سنفحص دمه الشعري - الجداوي - الخالص من شوائب المدن الأخرى؟ هل عليه أن يحضر شهادة مختومة من عمدة الحي، أم عقد إيجار الشقة التي يقطنها، أم شهوداً أم ماذا؟ لماذا على شاعر جدة أن يكون من جدة فقط؟ لماذا لا يكون من الرياض أو الدمام أو أبها أو حتى من صنعاء أو القاهرة أو الرباط؟ لماذا نحبس جدة في أهلها، أليست أرحب وأعظم من ذلك بكثير؟ يبدو لي أن القائمين على هذه المسابقة، وهم يحاولون «تحريك عجلة الإبداع الأدبي» - كما يدّعون في «بروشور» المسابقة - فاتهم أن العجلة التي يعتمدون عليها هي عجلة في غاية الرخص والسوء، وأنها ستنقلب بهم وبعربتهم في أول منعطف مقبل».

مشاركة :