أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن لن تعود للاتفاق النووي إذا لم تنفذ إيران التزاماتها. وقال "للعربية/الحدث"، "إذا كان هناك اتفاق نووي إيراني يفي بالمعايير، فسيكون الرئيس الأميركي مستعدًا للعودة للاتفاق لأنه من مصلحة الأمن القومي الأميركي القيام بذلك، ولكننا لن نقوم بهذه الخطوة حتى نتأكد من تحقق الأهداف". كما أضاف "الأمر يعود لطهران لاتخاذ قرارات صعبة لإتمام الاتفاق النووي". من جانبه، قال السيناتور بوب مانينديز "للعربية/الحدث"، "لا نؤيد العودة للاتفاق النووي كما كان". أمر غير مقبول كذلك أكد السيناتور الجمهوري ميت رومني "للعربية/الحدث"، أنه يجد صعوبة بالغة في تأييد رفع العقوبات عن إيران، مضيفاً "من المؤكد أن طلب اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة غير إرهابية أمر غير مقبول". وكانت أعلنت واشنطن أمس الاثنين أنّها "مستعدّة لأخذ قرارات صعبة" للتوصّل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ إبرام هذا الاتفاق "ليس وشيكاً ولا مؤكّداً" وأنّها جاهزة بالتالي لاحتمال نجاح المفاوضات كما لفشلها. شطب الحرس الثوري من القائمة السوداء وبحسب مصدر مطّلع على سير المفاوضات الجارية في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، فإنّ أحد أبرز الملفات العالقة هو إصرار طهران على أن تسحب واشنطن من القائمة الأميركية السوداء لـ "المنظمات الإرهابية الأجنبية" الحرس الثوري الإيراني. وردّاً على سؤال بشأن هذه المسألة، رفض المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن يحدّد "العقوبات التي نحن على استعداد لأن نرفعها وتلك التي لسنا مستعدّين لأن نرفعها"، لكنه أضاف "نحن مستعدّون لاتّخاذ قرارات صعبة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى حدوده" المرسومة في الاتفاق الذي أبرم في فيينا في 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. وأدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الحرس الثوري الإيراني على هذه القائمة في 2019 بعد عام من قرار الرئيس الجمهوري الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق. فيما أبدى الرئيس الديموقراطي جو بايدن رغبته في العودة الى الاتفاق، بشرط أن تعود طهران للامتثال لكامل الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن منه. مفاوضات غير مباشرة وبدأ الجانبان في نيسان/أبريل 2021 في فيينا مفاوضات غير مباشرة لإعادة تفعيل الاتفاق، بمشاركة الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين). وأجمع المعنيون على أن المباحثات المعلّقة راهنا بلغت مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف الى حدودها الدنيا. والأسبوع الماضي، أشار منسّق الاتحاد الأوروبي المكلّف بإدارة مباحثات إحياء الاتفاق النووي إنريكي مورا إلى أن المفاوضات بلغت مرحلة كتابة "الهوامش"، أي أن النص الأساسي أنجز بشكل شبه كامل. وتسعى تلك المحادثات الدولية المستمرة منذ 11 شهرا لإعادة السلطات الإيرانية إلى الامتثال لقيود الاتفاق على أنشطتها النووية التي تتقدم بسرعة، فضلا عن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
مشاركة :