تفتح إمارة الشارقة، خلال برنامج مشاركتها ضيف شرف «معرض بولونيا لكتاب الطفل»، الباب أمام فناني وهواة رسوم كتب الأطفال، لتبادل الخبرات والتجارب مع المبدعين الإماراتيين المتخصصين في رسوم كتاب الطفل، حيث تستضيف الفنان ناصر نصرالله، والفنانة وفاء إبراهيم، والفنانة علياء البادي في ورش عمل لتعليم تقنيات جديدة ومتفردة في صناعة رسوم كتاب الطفل. تناولت الورشة الأولى، التي قدمها الفنان نصرالله والفنانة وفاء إبراهيم، وشارك فيها مجموعة من الشباب والشابات من جنسيات مختلفة، كيف يمكن تقديم رمزية الخير والشر في أدب الأطفال عبر الرسوم والأعمال الفنية، وكيف يمكن توظيف الأشياء من حول الفنان لصناعة محتوى بصري يخاطب خيال الأطفال ويغرس فيهم قيم جمالية، حيث يدعو الفنانون المشرفون على الورش المشاركين لتشكيل شخصيات مركبة من كائنات حية وجمادات بالورق الشفاف الملون، وحثهم على التعبير عن انطباعاتهم المختلفة بالألوان والأشكال التي يرون أنها توصف مشاعرهم السلبيّة أو الإيجابيّة. ويشرح نصرالله في حديثه عن تقنية الاكتشاف من خلال الرسم، بالقول إن هذا التمرين هو محاولة لتمكين المشاركين من اكتشاف دواخلهم ونفسياتهم، سواء كانت خيرة أو شريرة، ومن ثم بناء تصوّر موضوعي حول الخير والشر اللّذان يعدان مكونان أساسيان في كل شخصية. أما الفنانة وفاء إبراهيم فقدمت من خلال الورشة نظرة مختلفة للأشياء والمعدات الجامدة التي نستعملها في حياتنا اليومية، إذ تقول «نستطيع أن نبث عواطفنا في الأشياء الجامدة، ونستطيع أيضاً بالتمرين والتأمل أن نتعامل معها بشغف واهتمام أكبر». وأضافت: «نسعى من خلال هذه الورشة أن تتجاوز كتب الأطفال المفاهيم التقليدية للخير والشر، وأن يصبح الأطفال من خلالها أكثر تفهماً واستعداداً لمساعدة غيرهم إذا شاهدوا منهم تصرفاً سيئاً، أما التعامل مع الأشياء الجامدة بعاطفة، فالغاية منه ترسيخ قيم تقدير الأشياء والحفاظ عليها، وعدم هدر الموارد التي ترتبط بشروط حياتنا اليومية». وتناولت الورشة الثانية التي قدمها الفنان نصرالله والفنانة علياء البادي، وحملت عنوان «الرسم الحر»، كيفية اكتشاف الذات الفنية عبر استخدام فرشاة رسم من صنع الفنان ذاته بمواد متوفرة في البيوت والمتاجر المحلية، بحيث تقود ضربات الفرشاة غير المتناسقة إلى اكتشاف الميول والقدرات الفنية من خلال ما يظهر من رسومات على الورق. ويقول نصرالله: «اخترنا لهذه الورشة عنوان الرسم الحر لأننا أردناها أن تكون رحلة يستكشف فيها المشاركون مهاراتهم وما يختزن في وعيهم من معارف ومهارات فنية». وتبين علياء البادي التي تناولت كيفية بناء القصة المصورة والعوامل التي تؤثر على خيارات الرسام في تحديد ألوانه وشخصياته، أن قرار البدء بالقصة يجب أن يكون حراً وغير مقيد بأفكار وتصورات مسبقة، بحيث يكون مسار القصة بمثابة رحلة اكتشاف للشخصيات عبر التفاعل مع صفاتها وأدوارها والرسائل التي تقدمها للطفل أو الشاب.
مشاركة :