حظي ميناء طنجة – المتوسط بتصنيف متقدم وضعه ضمن أفضل ثلاثة موانئ للحاويات الأكثر كفاءة في العالم بفضل القدرات اللوجستية التي تتمتع بها هذه البوابة التجارية البحرية المهمة بالنسبة إلى المغرب. وحدد مؤشر موقع “برايس إيكنوميك” الأميركي المتخصص في تتبع نشاط الموانئ ثلاثة معايير تتعلق بمدة الانتظار قبل الرسو ومدة إنزال الحاويات وفترة الانتظار قبل المغادرة لقياس كفاءة 44 من أكبر الموانئ في العالم خلال العام الماضي. وبحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية أشارت الدراسة التي أشرف عليها الباحث روهين دهار إلى أن ميناء طنجة يعد ثاني أسرع ميناء في العالم من حيث وقت الانتظار الذي تستغرقه السفن للرسو والذي لا يتجاوز خمس ساعات خلف ميناء شينزين الصيني. يوسف توبي: المغرب اتخذ الخيار المناسب بالاستثمار في القطاع ويتقدم الميناء المغربي على العديد من الموانئ الرئيسية في هذه الفئة، بما فيها ميناء لوس أنجلس الأميركي الذي تبلغ مدة الرسو فيه قرابة ستة أيام. وفي ما يتعلق بمدة المكوث، يحتل ميناء طنجة المركز الخامس بوقت يبلغ نحو 17 ساعة فقط لشحن أو تفريغ البضائع، أمام ميناءي هونغ كونغ وكولون في بنما. ومن حيث الوقت الإجمالي، يحتل ميناء طنجة المرتبة الثالثة على مستوى العالم بنحو 18 ساعة، مما يعني أن وصول السفينة إلى الميناء وتفريغ بضائعها يستغرق أقل من يوم واحد. ويرتبط ميناء طنجة بأكثر من 186 ميناء آخر حول العالم، بما فيها 77 دولة، ويقع قرب المنطقة الصناعية الحرة المجاورة التي تعمل بها أكثر من 900 شركة دولية. وتأمل سلطات الميناء الواقع على الطرف الغربي لساحل البحر المتوسط على الجهة المقابلة للساحل الإسباني مباشرة، في الاستفادة من دوره كنقطة اتصال لشركات شحن الحاويات، على الأخص بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. وبدأ تشغيل ميناء طنجة في يوليو 2007 لاستقبال الأجيال الحديثة من ناقلات الحاويات وليكون أرضية للأنشطة الدولية لإعادة الشحن، وبوابة البلد على أنشطة الاستيراد والتصدير ومواكبة اتفاقات التبادل الحر والاتفاقات التفضيلية الموقعة مع أكبر الشركاء التجاريين في العالم. وأكد مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد أن المغرب اتخذ خيارا مناسبا بالاستثمار في النقل البحري ولوجستيات الموانئ ليتموقع على المدى الطويل كرائد أفريقي في هذا المجال. وكتب الخبير يوسف توبي في مذكرة تحمل عنوان “إضفاء الطابع البحري على العالم ومنطقة المحيط الأطلسي الأفريقية: أي مكان للمغرب؟”، أنه “بالنظر إلى إمكانات نمو النقل البحري في أفريقيا، اتخذ المغرب الخيار المناسب بالاستثمار في هذا القطاع”. وأضاف “هذا الأمر جعل المغرب يضع نفسه على المدى الطويل كرائد أفريقي في النقل البحري ولوجستيات الموانئ”. المغرب اتخذ خيارا مناسبا بالاستثمار في النقل البحري ولوجستيات الموانئ ليتموقع على المدى الطويل كرائد أفريقي في هذا المجال وكشف نشاط ميناء طنجة خلال 2021 عن تحولات كبيرة لتوسيع دوره المحوري كبوابة للاقتصاد المغربي، إضافة إلى دوره الكبير في النشاط التجاري مع أفريقيا بالتعاون مع الكتل الاقتصادية الكبرى بعد أن حقق حجم مناولة غير مسبوق رغم قيود الإغلاق. وأظهرت بيانات نشرت في يناير الماضي أن الميناء عالج 7.17 مليون حاوية، بنسبة نمو 24 في المئة مقارنة مع 2020، ليحقق بذلك رقما قياسيا على مستوى البحر المتوسط. وشكل الحجم الإجمالي للتحميل والمناولة بالميناء قفزة مهمة لنشاط هذه البوابة التجارية حيث بلغ 101 مليون طن، أي 50 في المئة من إجمالي الحمولة المعالجة بكافة موانئ البلاد. ووفق سلطات الميناء تؤكد النتائج “ريادة الميناء بالبحر المتوسط وأفريقيا، وتكرس مكانته كمنصة رئيسية لأكبر التحالفات البحرية العالمية”. وتسعى الرباط لزيادة حجم مناولة الحاويات بالميناء الذي يتيح منصة للصادرات من مصانع الإنتاج المحلية لشركات فرنسية لصناعة السيارات مثل رينو وبيجو، لينافس ميناء ألخيثراس في جنوب إسبانيا. ويقول خبراء إنه حتى تنجح سياسة المناولة بشكل أكبر، فإنه من الضروري تحفيز الشركات المحلية للدخول كشريك في الأنشطة الصناعية واللوجستية والخدماتية مع الشركات الدولية التي تعمل في المنطقة الصناعية المجاورة.
مشاركة :