أكّد خبير قطاع الرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي، الطبيب النفسي الدكتور حسين المسيح، أن التأخر في طلب الدعم النفسي، نتيجة إنكار الأُسر وجود مدمن ضمن أفرادها، يمثل واحداً من الأسباب الرئيسة التي تعوق نجاح عمليات التأهيل النفسي للمدمنين، لأنها تحرمهم من الوصول إلى مصادر الدعم في الوقت المناسب، خصوصاً في حال تعاطي مواد معيّنة تتطلب تدخلاً علاجياً دقيقاً وسريعاً. وحدد المسيح لـ«الإمارات اليوم» المشكلات الرئيسة التي تعطّل إمكانية كسب التحدي في مواجهة الإدمان وإعادة تأهيل المدمن للعودة به إلى الحياة الطبيعية، شارحاً أن «خوف الأسرة من الاعتراف بوجود المدمن وعدم تفّهم أنه إنسان مريض يحتاج إلى علاج، يتسببان في فقدان عدد كبير من المدمنين فرصهم في النجاة والحصول على الدعم، ما يقودهم إلى الاستمرار في الإدمان لسنوات طويلة، تتعقد فيها مشكلاتهم الصحية والنفسية». وقال إن عدم تلقي الدعم في الوقت المطلوب يعني مواصلة الإدمان الذي بدوره يدمّر قدرات الفرد الجسدية والذهنية، ويحمله بعيداً عن طريق التعافي. وأشار المسيح الى تحدٍّ آخر ينتج عن عدم التعامل مع مشكلة المدمن من خلال تطبيق خطة شاملة تأخذ في الاعتبار كل ظروف حياته الأخرى، التي تسهّل عملية العلاج والتأهيل، ومن أبرزها ضآلة قدراته المالية، إذ يمكن أن تمنعه من مواصلة العلاج. وضرب المسيح مثلاً بتخلّف عدد من المدمنين عن جلسات التأهيل النفسي بسبب عدم مقدرتهم على توفير كلفة التنقل، إذ انقطعوا عن الحضور إلى مركز «عونك للتأهيل الاجتماعي»، التابع للهيئة. وشرح أن المختصين في المركز يحاولون سدّ كل الثغرات اللوجستية والحياتية التي يمكن أن تحول دون حضور المدمنين إلى المركز. وأشار الى وجود حالات مرضية أخرى، ومشكلات أسرية داخل المنزل، «يمكن أن تشكل عبئاً ومسؤولية كبيرة على المدمن»، معتبراً أنها «أحد أبرز التحديات التي تواجه المعالجين خلال تطبيق برامج التأهيل النفسي للمدمنين على المخدرات». وتطرّق المسيح إلى معوّق رئيس يتعلق بعدم فهم حالات انتكاسة المدمن التي تعد جزءاً مهماً من مراحل التأهيل، مؤكداً على وجوب التعامل مع حالات الانتكاسة والعودة إلى الإدمان على أنها مرحلة يجب دعم المدمن خلالها، وتفّهمه، ليتمكن من رفض الإدمان مجدداً. وقال إن عملية التأهيل النفسي تحتاج إلى صبر، إذ تمر بمراحل صعبة ومعقدة تتطلب إدراكاً وتفانياً من المعنيين بخطة العلاج. يذكر أن مركز «عونك للتأهيل الاجتماعي»، ينظم رحلات علاجية لمنتسبيه بهدف إكسابهم مهارات التأقلم والتكيف مع الآخرين في البيئات الخارجية الصحية، وتعزيز ثقتهم بقدراتهم على الاندماج في المجتمع. وتعدّ الرحلات العلاجية جزءاً مهماً من برامج تأهيل ودمج المتعافين في المجتمع، إذ تساعد على تهيئة الظروف الإيجابية والصحية المناسبة التي تُبرز قدراتهم ومهاراتهم في المشاركة والاندماج ضمن مختلف الظروف الحياتية، كما تساعدهم على تقوية مهارات التواصل والمشاركة وتحمّل المسؤولية مع الآخرين. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :