مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الأول، رجّحت الرئاسة الأوكرانية أن ينتهي القتال مع الروس أواخر أبريل المقبل. وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش، امس الأربعاء، إنه يتوقع أن تنتهي المرحلة النشطة من العمليات العسكرية بنهاية أبريل، معتبرا أن التقدم الروسي توقف بالفعل في العديد من الجبهات. كما أضاف متحدثا في التلفزيون المحلي، بحسب ما نقلت رويترز، أن روسيا خسرت بالفعل 40% من قوتها المهاجمة، كما قلل من احتمال خوضها حربا نووية. وكان أريستوفيتش وصف، أمس، محاولات الروس السيطرة على العاصمة كييف بأنها أشبه بالانتحار، مرجحا أن ينتهي القتال خلال أسابيع أيضا. تأتي تلك التصريحات مع فشل القوات الروسية في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبرى حتى الآن، رغم مرور أكثر من أربعة أسابيع على العملية العسكرية التي أطلقتها في أراضي الجارة الغربية، فيما تكثف القتال في مدينة ماريوبل المحاصرة جنوب شرقي البلاد. كما تتزامن مع مرور أسابيع على مرابضة أرتال وآليات روسية بمحيط كييف، دون التمكن من دخولها. في ذات السياق، أعلن مسؤول عسكري بارز في حلف شمال الأطلسي أن تقديرات الحلف تشير إلى أن موسكو تكبدت ما بين 30 و40 ألف ضحية بساحة المعركة في أوكرانيا خلال الشهر الأول من الحرب، بينهم ما يتراوح بين 7 آلاف و15 ألف قتيل. وأفاد المسؤول العسكري، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي وضعها الناتو، بأن تقدير عدد القتلى يستند إلى مزيج من المعلومات من الحكومة الأوكرانية، ومؤشرات من روسيا، ومعلومات مفتوحة المصدر، وفق أسوشييتد برس. تأتي هذه التصريحات في حين رفضت الحكومة الأميركية إلى حد كبير تقديم تقديرات عامة للضحايا الروس أو الأوكرانيين، قائلة إن المعلومات المتاحة مشكوك في مصداقيتها. من جانب اخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية، امس الأربعاء، حصيلة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، والتي بدأت منذ 24 فبراير الماضي. وقالت الوزارة في بيان إنه تم تدمير 255 مسيرة أوكرانية و189 منظومة دفاع جوي و1564 دبابة وعربة و158 راجمة صواريخ منذ بداية العملية العسكرية. وأشار البيان إلى أنه حصيلة العمليات العسكرية اليوم الأربعاء، تمثلت في تدمير 86 منشأة عسكرية أوكرانية بينها 6 مواقع قيادة وراجمتي صواريخ و3 مستودعات ذخيرة. يذكر أن العملية الروسية التي أطلقت في 24 فبراير الماضي، استدعت استنفارا أمنيا غير مسبوق في أوروبا، فيما تضافرت كافة الدول الغربية لدعم أوكرانيا بالسلاح والمساعدات الإنسانية. في حين فرض الغرب عقوبات قاسية ومؤلمة على الروس، طالت العديد من القطاعات والشركات، والمصارف، فضلا عن رجال الأعمال والأثرياء، والسياسيين والنواب. في السياق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الأربعاء إن روسيا ستسعى إلى بيع الغاز إلى الدول «غير الصديقة» بالروبل، وهو ما دفع أسعار الغاز الأوروبية لتقفز بفعل مخاوف من أن هذا التحرك سيفاقم أزمة الطاقة في أوروبا. في غضون ذلك، قال مصدران، امس الأربعاء، إن مساعدا مخضرما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقال بسبب حرب أوكرانيا وغادر روسيا بلا نية للعودة، ليكون بذلك أول مسؤول بارز يختلف مع الكرملين منذ أن أمر بوتين بالغزو قبل شهر. وأكد الكرملين أن أناتولي شوبيس ترك منصب المبعوث الخاص للكرملين طوعا لأسباب خاصة به. وأغلق شوبيس هاتفه لدى اتصال رويترز به، ولم يذكر المصدران مكانه. كان شوبيس أحد المخططين الرئيسين للإصلاحات الاقتصادية في عهد بوريس يلتسن في التسعينات، وكان مدير بوتين في أول وظيفة له في الكرملين. وشغل مناصب رفيعة سياسية وفي مجال الأعمال في عهد بوتين، كان أحدثها مبعوث الكرملين الخاص للمنظمات الدولية.
مشاركة :