موسكو تتهم واشنطن بعرقلة المحادثات مع أوكرانيا

  • 3/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت موسكو واشنطن الأربعاء بعرقلة المباحثات "الصعبة" بين روسيا وأوكرانيا، معتبرة أن الولايات المتحدة هدفها "الهيمنة" على النظام العالمي بأساليب منها فرض العقوبات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كلمة ألقاها أمام طلاب: إن المفاوضات صعبة، يقوم الطرف الأوكراني تكرارا بتغيير موقفه، من الصعب ألا يتكوّن انطباع بأن زملاءنا الأميركيين يتحكمون بهم. وتابع "ينطلق الأميركيون ببساطة من مبدأ أن انتهاء هذا المسار بسرعة ليس في صالحهم". وأضاف لافروف أن "الكثيرين يريدون أن تكون هذه المفاوضات عبارة عن طريق مسدود"، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء الأطراف بولندا. وشدد لافروف على أن "الدول الغربية تريد أداء دور الوسيط، نحن لسنا ضد ذلك، لكن لدينا خطوط حمر". واتهم رئيس الدبلوماسية الروسية الدول الغربية بـ"إغراق أوكرانيا بالأسلحة" من خلال الشحنات الموجهة إليها"، مضيفا "يبدو أن (الولايات المتحدة) تريد أن تبقينا منخرطين في العمليات العسكرية لأطول فترة ممكنة". وأعرب لافروف عن "صدمته" بمدى العقوبات التي فرضتها دول غربية على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا. ووضع الوزير هذه العقوبات في إطار مسعى غربي هدفه "إزالة روسيا كعائق من أمام عالم أحادي القطب"، معتبرا أن "كل هذا غير متعلق بأوكرانيا، بل بالرغبة بنظام عالمي تريد الولايات المتحدة الهيمنة عليه". في سياق آخر أعلن وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي الأربعاء أن بلاده تطرد 45 دبلوماسياً روسيًا بحجة التجسس. وكتب على تويتر "بطريقة متّسقة وحازمة تمامًا، نُفكّك شبكة الاستخبارات الروسية في بلادنا". وأكّد السفير الروسي لدى بولندا سيرجي أندريف لصحافيين، عند خروجه من مقرّ وزارة الخارجية البولندية، خبر الطرد، مشيرًا إلى وجوب مغادرة الأشخاص المعنيين بولندا في غضون خمسة أيام كحدّ أقصى. وأكّد أيضًا أن الاتهامات بالتجسس الموجهة إليهم والمطروحة باللغة الدبلوماسية على أنها "أنشطة لا تتماشى مع وضعهم الدبلوماسي"، "لا أساس لها"، معلنًا أن روسيا تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات للردّ. وشدد السفير الروسي على أن العلاقات الدبلوماسية بين وارسو وموسكو لم تنقطع قائلًا إن "السفارات باقية والسفراء باقون". ميدانياً ما زال نحو مئة ألف شخص عالقين في مدينة ماريوبول المحاصرة والمستهدفة بالقنابل الروسية بعد شهر تقريبا من بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا. ولم يلقَ اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف التوصل إلى "تسويات" خصوصا بشأن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، آذانا صاغية حتى الآن، فيما يأمل الروس في "مفاوضات أكثر نشاطا وأكثر عمقا"، بحسب دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين. وفي انتظار التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، حذّر زيلينسكي في مقطع فيديو نشر فجر الأربعاء من أن "نحو مئة ألف شخص محاصرون بين أنقاض ماريوبول في ظروف غير إنسانية، من دون طعام، من دون ماء، من دون دواء، وتحت قصف مستمر". من جانبه، أعلن جيك ساليفان مستشار الأمن القومي لجو بايدن فرض "عقوبات جديدة على روسيا". ومن المقرر أن يسافر الرئيس الأميركي بعد مشاركته في تلك القمم إلى بولندا التي تستضيف الجزء الأكبر من اللاجئين الأوكرانيين البالغ عددهم 3,5 ملايين. وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستستبعد من بعض المؤسسات الدولية قال ساليفان "في ما يتعلق بقضية مجموعة العشرين، سأقول هذا ببساطة: نعتقد أن الأمور لن تبقى على حالها بالنسبة إلى روسيا في المؤسسات الدولية وفي المجتمع الدولي. لكن في ما يخص مؤسسات محددة وقرارات محددة، نريد التشاور مع حلفائنا وشركائنا في تلك المؤسسات قبل اتخاذ قرار". "قنبلتان خارقتان" وتتعرض ماريوبول، المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة بين شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها موسكو عام 2014 ومنطقة دونيتسك الانفصالية (شرق)، للقصف الروسي منذ أسابيع. وقد استهدفتها الثلاثاء "قنبلتان خارقتان" بحسب البلدية التي لم تذكر أي حصيلة قتلى أو جرحى. وأظهرت صور أقمار اصطناعية التقطتها شركة ماكسار الأميركية صباح الثلاثاء وأرسلت إلى وكالة فرانس برس، حجم الدمار الذي لحق بأحياء سكنية وبنى تحتية مدنية ومصانع. ودخلت دبابات روسية إلى المدينة، وأكد مسؤول كبير في البنتاغون مساء الثلاثاء أن الاستراتيجية الروسية تعتمد الآن على "القصف البعيد المدى في وسط المدينة"، وهو ما لاحظه الأميركيون "خلال الـ24 ساعة الماضية". وتحدث سكان فروا من المدينة المدمرة لمنظمة هيومن رايتس ووتش عن "جحيم جليدي وشوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة". إلى ذلك استمر القصف على مدن عدة مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف وتشرنيهيف... وفي كييف حيث فر جزء كبير من سكانها، ينتظر الباقون منهم بقلق هجوما محتملا للقوات الروسية. في غرب العاصمة وشمالها وشرقها، وضعت أكياس رمل وسلاسل مضادة للدبابات مصنوعة من قضبان معدنية متقاطعة في كل الشوارع والأزقة ومفترقات الطرق، في محاولة لصد الروس. من جهته، قال حاكم المنطقة أولكسندر بافليوك إن القصف كان كثيفا الثلاثاء في العديد من المناطق المحيطة بالعاصمة، وكان القتال مستمرا في إيربين وغوستوميل، على مشارف كييف. في جنوب أوكرانيا حيث تقع المدينة الرئيسة التي يسيطر عليها الجنود الروس وهي خيرسون، تحاول القوات الروسية التقدم غربا ونحو البحر الأسود لكنها لا تحرز تقدما حول ميكولاييف. وخاركيف (شمال شرق)، ثاني مدن البلاد، محاطة بالقوات الروسية من جوانب ومحاور رئيسة عدة، لكنها ليست محاصرة. وأكد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي لقناة "سي إن إن" أن الجيش الأوكراني بات "الآن، في بعض المواقف، في حالة هجوم" مؤكدا أنه "يطارد الروس ويدفعهم إلى الخروج من المناطق التي كانوا موجودين فيها". وأضاف "نعلم أنهم شنوا هجمات مضادة خصوصا في الأيام الأخيرة في ميكولاييف"، وهي مدينة رئيسة في جنوب أوكرانيا.

مشاركة :