ظنت بائعة إفريقية أربعينية أنها ستنجح في محاولة تهريب كمية كبيرة من مخدر الكوكايين، تزن أكثر من ثلاثة كيلوغرامات، أخفتها داخل ألواح خشبية بحقيبة سفر عبر مطار دبي، وجهّزت رواية مستهلكة لسردها حال ضبطها، وهي أنها لم تكن تعلم شيئاً عن محتوى الحقيبة، وأن مجهولاً التقاها في مطار أديس أبابا، وطلب منها مساعدتها في حمل الحقيبة لتخفيف وزنه حتى يسمح له بالسفر، وبكت، وتصنّعت البراءة، لكن كان مصيرها إهدار 10 سنوات من عمرها، بعد الحكم عليها بالسجن 10 سنوات من قبل محكمة الجنايات، وتأييد الحكم من قبل محكمة الاستئناف. الواقعة بدأت، بحسب الصورة الصحيحة التي استقرت في يقين المحكمة، حين وصلت المدانة (أ.و.أ ـ إفريقية) إلى المبنى رقم 3 بمطار دبي الدولي، قادمة من أديس أبابا، وعند تمرير حقيبتها على جهاز الكشف بالأشعة التابع لقسم الأجهزة الداخلية تم الاشتباه فيها من قبل مفتشي الجمارك، لاحتوائها على كثافة غير طبيعية. وبمتابعة الحقيبة والمتهمة إلى حين وصولها إلى جهاز فحص الأمتعة قبل نقطة الخروج، حيث ظنت أنها على بعد خطوة من الإفلات بجريمتها، وداعبتها أحلام الحصول على مقابل مجزٍ مقابل جريمتها، إلا أن مفتشة بجمارك دبي استوقفتها، وسألتها عما إذا كانت تحوز شيئاً غير شرعي تريد الإفصاح عنه، فأجابت بالنفي، ما دفع المفتشة إلى إفراغ الحقيبة من محتوياتها، واكتشفت وجود سحّاب في قاع الحقيبة، وبفتحه تبيّن وجود ألواح خشبية، وبفتحها تبيّن أن بداخلها لفافة عليها لاصق أصفر، وبفتحها وجدت بودرة بيضاء اللون، لها المظهر المميز لمادة الكوكايين المخدرة. وقالت مفتشة الجمارك في إفادتها بتحقيقات النيابة العامة، إنه تمت متابعة مسار المتهمة منذ الاشتباه في الحقيبة، وحين أوقفتها لسؤالها عما إذا كانت تحوز شيئاً ممنوعاً، تلعثمت، ونفت، وبمجرد البدء في تفتيش الحقيبة ظهر الخوف عليها، وكانت ترتجف بشكل يدل على أنها على علم بمحتوى الحقيبة، ثم عثرت على المخدرات. وبسؤال المتهمة في محضري الجمارك وجمع الاستدلالات بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات وتحقيقات النيابة العامة، أنكرت علمها بوجود المخدر في الحقيبة، وقررت أنها التقت شخصاً من جنسيتها بمطار أديس أبابا، وكان برفقتها في الرحلة ذاتها قادماً إلى الدولة، ويدعى لطيف، وطلب منها مساعدته لتخفيف حمولته بحمل إحدى حقائبه، وأخبرها بأن بها مواد غذائية، وأنه سيستلمها في مطار دبي، ووضعت بعض ملابسها بها، لكنها لم تفتشها حين أخذتها منه. من جهتها، وجهت النيابة العامة إلى المتهمة ارتكاب جناية جلب وإحراز مواد مخدرة بقصد الترويج، وذلك بعد أن أثبت تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية طبيعة المضبوطات. وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن الثابت لديها هو العثور على المخدرات في حقيبة المتهمة، ولم يثبت صد ادعائها بأن شخصاً سلمها الحقيبة بمحتوياتها في أديس أبابا لتخفيف حمولته، وأخبرها أن بها مواد غذائية، ورافقها في الرحلة، بحسب روايتها. واستندت المحكمة إلى أن المتهمة وضعت ملابسها بالحقيبة، وهذا يعني، وفق روايتها، أنها ذهبت إلى مطار أديس أبابا دون حقيبة سفر، رغم وجود أمتعتها معها، فضلاً عن أن المنطقي هو أن يتسلم الشخص المذكور الذي قابلها مصادفة الحقيبة منها في المطار، يضاف إلى ذلك أن المخدرات كانت مخفاة في قاع الحقيبة تحت ألواح خشبية، فيما كانت الحقيبة خالية من أي مواد غذائية، ولا يتصور عقلاً ولا منطقاً حدوث ذلك، الأمر الذي تستخلص منه المحكمة علم المتهمة بوجود المخدرات، وقضت بسجنها 10 سنوات، وغرامة 50 ألف درهم، ثم الإبعاد عن الدولة. • المتهمة زعمت حمل الحقيبة لمساعدة شخص مجهول في مطار أديس أبابا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :