اشتباكات بين الأكراد وفصائل معارضة للأسد تعيد خلط الأوراق عند الحدود التركية

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

احتدمت المعارك في الأيام القليلة الماضية في المنطقة الحدودية مع تركيا بين «قوات سوريا الديمقراطية» وعلى رأسها «وحدات حماية الشعب الكردي» «وجيش الثوار» بقيادة جمال معروف، مع فصائل معارضة في الشمال السوري، مما أدّى لمقتل 23 شخصا وحصول عمليات أسر متبادلة، وخصوصا بين الأكراد و«جبهة النصرة». وقد أثار اشتباك «قوات سوريا الديمقراطية» مع فصائل المعارضة في الشمال ومنها «الجبهة الشامية» و«أحرار الشام» أكثر من علامة استفهام، ففيما تحدث ناشطون عن «تحريك روسي للقوات الكردية لمواجهة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا بهدف استفزاز هذه الأخيرة»، أشار موقع «روسيا اليوم» إلى أن هذه القوات تسعى وبشكل أساسي لـ«قطع خطوط إمداد المسلحين التي تصل الحدود التركية بمناطق سيطرتها بحلب وريفها الغربي»، وهو ما عبّر عنه الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو بوقت سابق، حين قال بأنهم «لن يسمحوا لأي جهة بالتقدم في المنطقة التي تربط عين العرب - كوباني بمدينة عفرين»، وكان سلو قد صرح قبل أسبوع بأن الهدف العسكري لقواته هو «ربط مدينتي عين العرب - كوباني وعفرين في ريف حلب الشمالي». ويبدو أن مصالح قوات الأسد وروسيا والأكراد تتلاقى حاليا في شمال سوريا، إذ يسعى الأطراف الثلاثة لمواجهة إقامة المنطقة العازلة التي تريدها أنقرة، وبنفس الوقت لإغلاق الحدود السورية - التركية بشكل كامل، وهو ما دأبت عليه الطائرات الحربية الروسية في الأيام الستة الماضية من خلال استهدافها كل الشاحنات التي تحاول العبور إلى سوريا. وفي هذا السياق، أشار محمود داود، رئيس قسم الإغاثة الإنسانية بـ«وحدة تنسيق الدعم» التابعة للائتلاف المعارض، إلى «بدء ابتعاد سائقي الشاحنات وشاحناتهم عن المعابر خوفا من تعرضهم للقصف».وذكر عضو «مكتب أعزاز الإعلامي» يوسف عبد القادر بأن الطيران الروسي شَّن غارتين بالصواريخ الفراغية على مرآبين للشاحنات غرب مدينة أعزاز وشمالها، مما أدى إلى مقتل سبعة سائقين، وإصابة 15 مدنيا آخرين، إضافة إلى احتراق 15 شاحنة. وقال شبكة «الدرر الشامية» إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت مدينة أعزاز بالصواريخ الموجهة والطريق الواصل بين المدينة ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، «مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى بصفوف المدنيين واحتراق عدة سيارات إغاثة لنقل البضائع إلى الداخل السوري». من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات بين فصائل المعارضة المنضوية في «غرفة عمليات الشمال» من جهة وبين «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة أخرى، شمال غربي حلب. وفيما تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن نجاح فصائل المعارضة باستعادة السيطرة على صوامع الشواغرة قرب المدينة، وأسر خمسة عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية»، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 23 عنصرا على الأقل في اشتباكات مستمرة في شمال سوريا بين فصائل إسلامية أبرزها «جبهة النصرة» وأخرى كردية وعربية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية». ورفض مسؤولون أكراد في اتصالات مع «الشرق الأوسط» التعليق على المستجدات الأخيرة على الحدود التركية، وما إذا كانوا ينسقون مع الروس في معركتهم مع فصائل المعارضة، علما أنهم كانوا أكدوا في وقت سابق أنهم الطرف المدعوم حصرا من واشنطن، وأقروا بتلقيهم السلاح والعتاد الأميركي. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الناشط والصحافي الكردي ارين شيخموس، أن «الاشتباكات بدأت الخميس في محيط بلدة أعزاز إثر هجوم لجبهة النصرة وحلفائها، بينهم حركة أحرار الشام، على نقاط لجيش الثوار، إحدى الفصائل العربية المتحالفة مع الأكراد ضمن قوات سوريا الديمقراطية». وأوضح شيخموس أن «استهداف جبهة النصرة وحلفائها لقرى في محيط عفرين، استدعى تدخل وحدات الحماية الكردية وباقي فصائل قوات سوريا الديمقراطية، وردًا على ذلك، استهدفت الفصائل الإسلامية حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب». وردّ رئيس مجلس قيادة الثورة في حلب، ياسر النجار، الصراع المحتدم بين فصائل «الجيش الحر» و«قوات سوريا الديمقراطية» لـ«محاولة روسية لتحريك القوات الكردية لافتعال مواجهة واستفزاز تركيا»، لافتًا إلى أن الروس حاليا يضربون المناطق الحدودية من جبل التركمان وصولا إلى جرابلس، وفي الوقت عينه يستفيد الأكراد للتمدد على الأرض من عفرين باتجاه أعزاز مع ضغطهم للسيطرة على بوابة السلامة. وقال النجار لـ«الشرق الأوسط» إن «الأكراد يسعون لاستنزاف الجيش الحر الذي كان يتحضر لمعركة مع (داعش) شرق أعزاز، بهدف الإيحاء أنّهم القوة الوحيدة التي تقاتل التنظيم فعليا»، مشددًا على أن «أي معركة يخوضها الأكراد شمال حلب لا شك تتم بالتعاون والتنسيق مع روسيا».

مشاركة :