غرفة تجارة وصناعة البحرين ومتطلبات مرحلة التعافي الاقتصادي

  • 3/24/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بداية‭ ‬نوجه‭ ‬أطيب‭ ‬التهاني‭ ‬وأسمى‭ ‬التبريكات‭ ‬لسعادة‭ ‬الأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬عبدالله‭ ‬ناس‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬ولكتلة‭ ‬تجار‭ ‬22‭ ‬الذين‭ ‬نالوا‭ ‬الثقة‭ ‬العزيزة‭ ‬للقطاع‭ ‬التجاري‭ ‬وكسبوا‭ ‬أعلى‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الدورة‭ ‬الانتخابية‭ ‬الـ‭(‬30‭) ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬متمنين‭ ‬لهم‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬أعلنوها،‭ ‬والتي‭ ‬تعبر‭ ‬أصدق‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري‭ ‬البحريني‭ ‬بمختلف‭ ‬شرائحه،‭ ‬وهي‭ ‬قراءة‭ ‬عميقة‭ ‬لمتطلبات‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتقنية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬وتترك‭ ‬بصماتها‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬يواجه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬هي‭ ‬محصلة‭ ‬لتفاعلات‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬وعالمية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تكون‭ ‬إنجازات‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديد‭ ‬بمستوى‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬يصرح‭ ‬عنها‭ ‬وآخرها‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬التهنئة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬جلالته‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬بالإنجازات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وبالدور‭ ‬الريادي‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المسيرة‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتعزيز‭ ‬موقعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري‭ ‬المتميز‭ ‬إقليميًا‭ ‬وعالميا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬جلالته‭ ‬أن‭ ‬الغرفة‭ ‬تعد‭ ‬شريكًا‭ ‬فاعلاً‭ ‬وحيويًا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬ويعزز‭ ‬قدرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬التنافسية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الإشادة‭ ‬مسؤولية‭ ‬مضافة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنجازات‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬الجديد‭ ‬بما‭ ‬يوازي‭ ‬ثقة‭ ‬جلالته‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديد‭ ‬ما‭ ‬سار‭ ‬عليه‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬تجاه‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬البنيوي‭ ‬للقطاع‭ ‬التجاري،‭ ‬ولدوره‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬المتنامي‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ملاحقة‭ ‬التطورات‭ ‬التقنية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬وتحفيز‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬لمواكبتها‭ ‬واحتضان‭ ‬المشروعات‭ ‬الناشئة‭ ‬التي‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬ومساعدتها‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬والدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لانطلاقها‭ ‬وتوسعها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬وسائل‭ ‬ديناميكية‭ ‬لحماية‭ ‬المستثمر‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الإغراق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشروعات‭ ‬المملوكة‭ ‬لغير‭ ‬المواطنين‭ ‬حكما‭ ‬أو‭ ‬تسترا‭. ‬وهي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ترصين‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬الدعم‭ ‬النوعي‭ ‬المتواصل‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬ومبادرات‭ ‬سموه‭ ‬المتعددة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬الذكية‭ ‬المنتجة‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬عموما‭.‬ وخاصة‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بين‭ ‬الفواعل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬والقادمة‭ ‬يتطلب‭ ‬استلهام‭ ‬ومواكبة‭ ‬دقيقة‭ ‬لخطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والمتجسدة‭ ‬بالرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭. ‬والتعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬ومجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬لصناعة‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الرشيد،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬آثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭)‬،‭ ‬ومواصلة‭ ‬وتسريع‭ ‬إنفاذ‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬2030‭ ‬للنهوض‭ ‬بحاضر‭ ‬البلاد‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبلها‭ ‬الزاهر،‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬مقومات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لتصبح‭ ‬المملكة‭ ‬أنموذجا‭ ‬لدولة‭ ‬معاصرة‭ ‬متحفزة‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب،‭ ‬وإرساء‭ ‬مقومات‭ ‬النهوض‭ ‬والرفاهية‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالتذكير‭ ‬بدور‭ ‬الشعب‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬ترصين‭ ‬وتأمين‭ ‬وحماية‭ ‬المكتسبات‭ ‬المتحققة،‭ ‬والتفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬مسارات‭ ‬البناء‭ ‬والإصلاح‭ ‬وتجاوز‭ ‬العقبات‭ ‬واستثمار‭ ‬الفرص‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬سياسات‭ ‬مواكبة‭ ‬واستباق‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتقنية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬المتطلبات‭ ‬التنموية‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬تنموية‭ ‬وتقنية‭ ‬تتواءم‭ ‬مع‭ ‬مستجدات‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المعاصرة‭.‬ وباستلهام‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬وبناء‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬المرحلية‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬وبهديها،‭ ‬تكون‭ ‬الغرفة‭ ‬كيانا‭ ‬تنمويا‭ ‬شامخا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬حركة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بأجمعه،‭ ‬ويكون‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬إحساس‭ ‬مرهف‭ ‬بحاجات‭ ‬المواطنين‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬تمام‭ ‬الارتباط‭ ‬بتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬دخله‭ ‬وإيجاد‭ ‬أوسع‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬لتشغيل‭ ‬موارده‭ ‬البشرية‭. ‬وقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتسعى‭ ‬الغرفة‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هدفا‭ ‬شعبيا،‭ ‬وخيارا‭ ‬مفضلا‭ ‬ومنافسا‭ ‬للقطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬ولديها‭ ‬مثال‭ ‬قائم‭ ‬يمكن‭ ‬الاسترشاد‭ ‬به‭ ‬وأقصد‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬مع‭ ‬غرف‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬الخليجية‭ ‬خاصة‭ ‬والعربية‭ ‬عامة‭ ‬وبما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬واهتمامات‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ وختاما‭ ‬نقول‭ ‬إننا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بقدرة‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والممارسات‭ ‬الإبداعية‭ ‬للنهوض‭ ‬بمهام‭ ‬الغرفة،‭ ‬وتطوير‭ ‬إدارتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬لتكون‭ ‬بمستوى‭ ‬طموحات‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري،‭ ‬وإنهم‭ ‬لجديرون‭ ‬بتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مفصلية‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬البناء‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية‭ ‬مضطربة‭ ‬سياسيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬لما‭ ‬يمتلكونه‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬مهنية‭ ‬عامرة،‭ ‬ووعي‭ ‬وطني‭ ‬عميق،‭ ‬وإرادة‭ ‬مؤمنة‭ ‬بالتغيير‭ ‬والإصلاح‭. ‬ { أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

مشاركة :