تقرير إخباري: قلق فلسطيني من توتر الوضع الميداني في الضفة والقدس قبيل شهر رمضان

  • 3/24/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله / القدس 23 مارس 2022 (شينخوا) حذرت أوساط فلسطينية اليوم (الأربعاء) من احتمالية توتر الوضع الميداني في الضفة الغربية والقدس الشرقية بسبب تصاعد الإجراءات الإسرائيلية تزامنا مع قرب شهر رمضان. ويرى مسئولون فلسطينيون أن إجراءات قوات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تزايدت في الأيام الأخيرة. وفي هذا الصدد، وصف مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني عبد الأله الأتيرة في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت بأنها "أسوأ" من سابقاتها في التعامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته. وقال الأتيرة وهو عضو مجلس ثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أيضا، إن الحكومة الإسرائيلية توفر الغطاء الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات إطلاق النار ضد الشبان الفلسطينيين من جهة وحماية المستوطنين في تنفيذ هجماتهم من جهة أخرى. وأضاف أن الشعب الفلسطيني "لن يصبر على الظلم الإسرائيلي المتمثل بالاعتداءات اليومية المتكررة على الشوارع والمدارس والأطفال والاعتقالات اليومية في مدن الضفة الغربية، لافتا إلى أن الإجراءات "تولد الضغط لدى الشباب الفلسطيني". ودعا الأتيرة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا "للتغول" الإسرائيلي كما يفعل ذلك الآن في أزمات أخرى حول العالم. وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قبل أيام بأن الأجهزة الأمنية تقدر ازدياد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة في مدينة القدس الأيام المقبلة التي تجمع شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي. وقالت الصحيفة إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل بكل جهد "لتقليل أعمال العنف في المنطقة التي قد يؤدي ازديادها إلى وقوع تصعيد كما في السابق"، في إشارة إلى موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة استمرت 11 يوما وأدت إلى قتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 إسرائيليا. وفي السياق ذاته، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أول أمس (الاثنين) أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تميل إلى منح الفلسطينيين تسهيلات في شهر رمضان للمرة الأولى منذ عامين. وحسب الإذاعة فإن التوجه هو السماح لعدد كبير من الفلسطينيين بدخول المسجد الأقصى في رمضان، والسماح بزيارات عائلية من الضفة الغربية إلى داخل إسرائيل ومنح تصاريح زيارة لعائلات أسرى فتح من غزة. وتعقيبا على ذلك قالت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية تتحدث بلسانها عن تهدئة الأوضاع في حين أن يدها تعمل من أجل "تفجيرها في دعوة صريحة لدوامة العنف". وأدانت الوزارة في بيان "إجراءات قوات الجيش والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته في طول الضفة الغربية وعرضها بهدف تعميق عمليات تهويد القدس وفصلها تماماً عن محيطها بما يؤدي لإغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة". وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن "إرهاب المستوطنين وعنف قوات الجيش ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ونتائجه الخطيرة على ساحة الصراع، مشيرا إلى أن الممارسات اليومية تتم ضمن "توزيع واضح للأدوار بين الجيش والمستوطنين". وأشار البيان إلى أن إسرائيل في الوقت الذي تحمل الجانب الفلسطيني المسئولية عن التصعيد تحت شعار شهر رمضان، تمارس هي سياسة "احتلالية عنصرية وتواصل عدوانها يومياً على الشعب الفلسطيني وتستنجد بالفوضى والعنف لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية". ويترافق مع التصعيد في الضفة الغربية دخول المستوطنين بأعداد كبيرة بشكل متكرر لباحات المسجد الأقصى شرق المدينة المقدسة لأداء صلوات دينية ما ينذر بتداعيات مسبقة لتوتير الأجواء مع اقتراب شهر رمضان. وقال مستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش للصحفيين في رام الله إن القيادة والشعب الفلسطيني "لا ينتظر من إسرائيل غير التصعيد وجعل الأمور في مربع التوتر". وأضاف الهباش أن القادة الإسرائيليين يعرفون تماماً أن المسجد الأقصى هو الأكثر حساسية في الجغرافيا الفلسطينية ولذلك هم يتعمدون بين الحين والآخر افتعال الأزمات". وحذر الهباش من أن "الأسوأ قادم في شهر رمضان إذا استمرت إسرائيل بمخططاتها العدوانية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس والعمل على تغيير الوضع القائم فيه". وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مع كافة الأطراف الدولية "للجم العدوان الإسرائيلي على القدس، لافتا إلى أن التنسيق الفلسطيني الأردني في أعلى مستوياته لمتابعة الأحداث". يأتي ذلك تزامنا مع إعلان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بار ليف السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان كما هو الحال في الأشهر المختلفة. وقال بار ليف بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة إن اليهود سيكونون أحرارا في دخول الحرم القدسي كما هو الحال دائما، مشيرا إلى وجود استعدادات أمنية كبيرة لمنع أي تصعيد خلال الشهر المقبل. واعتبر نائب محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عبد الله صيام تصريحات بار ليف "خطوة استباقية للدفع باتجاه التصعيد الميداني بين الجانبين لتعكير الأجواء الرمضانية". وقال صيام لـ ((شينخوا)) إن الوضع في المسجد الأقصى "صعب ومشحون ما قبل رمضان ولا يمكن للفلسطينيين السماح للمستوطنين بدخول المسجد في أيام رمضان للتنغيص عليهم". وأكد صيام ضرورة أن يسود شهر رمضان "الهدوء والسكينة ليتمكن المصلين من أداء صلواتهم بعيدا عن أجواء التوتر والعنف التي تحاول الحكومة الإسرائيلية خلقها".

مشاركة :