توقع الخبير في قطاع النفط الدكتور فهد بن جمعة، أن تمضي مجموعة أوبك+ في تنفيذ خطتها الشهرية بزيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا للشهر ما بعد القادم، معتبراً أن هذا القرار هو الأفضل. وأشار في مقابلة مع "العربية"، إلى أن الهدف من تشكيل تحالف أوبك+ منذ إنشائه، هو المحافظة على توازن السوق، مضيفاً أن ما يحدث الآن ليس عدم توازن بناء على أساسيات السوق - وهو ما تنظر إليه أوبك+ - بل ما يحدث ناتج عن التوترات الجيوسياسية وقرارات بعض الدول للضغط على ثالث أكبر منتج في العالم، وهي روسيا. ودفعت التطورات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا أسعار النفط إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ العام 2008، على الرغم من أن الحرب والعقوبات الغربية لم تستهدف حتى الآن إمدادات الطاقة الروسية بشكل مباشر. وتساءل د. بن جمعة قائلاً: "لماذا تزيد الإنتاج وتخالف الاتفاقية من أجل أحداث سياسية قد تكون مؤقتة وقد تطول؟.. وحتى لو زادت المجموعة إنتاجها لن تحد من زيادة الأسعار، فالأحداث الجيوسياسية تأثيرها هائل خاصة إذا ما تحدثنا عن منتج كبير كروسيا". وأضاف: "السعودية والإمارات لديهما طاقات فائضة، لكن هذا لا يكفي لتوازن السوق مرة ثانية، لأنها تعاني من عوامل جيوسياسية خطيرة قد تغير اتجاه السوق إلى ارتفاع في الأسعار تعاني منه الاقتصادات حتى نصل إلى مرحلة يبدأ فيها الطلب العالمي على النفط في الانخفاض تدريجيا". ثمة حديث حول نية بعض دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر، ولو جزئيا، على واردات النفط الروسية، إلا أن هذا الموقف قُوبل برفض ألماني حتى الآن. بهذا الصدد قال الخبير النفطي: "تقلب وتذبذب أسعار النفط الطفيف دليل على أن الأسواق تترقب ما سيخرج به اجتماع الدول الغربية، فإذا ما حاولت بعض الدول حظر الغاز الروسي أو رفض دفع ثمنه بالروبل، ستكون هناك أزمة حقيقية وارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز".
مشاركة :