أدونيس: القصيدة لا ينبغي أن تكون مجرد فضاء لغوي

  • 3/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في ندوة أدبية وفنية أقيمت أول أمس في مدرج جامعة نيويورك أبوظبي، شارك فيها الشاعر الكبير أدونيس والسيدة منى الأتاسي، وأدارت الحوار القيمة الفنية والباحثة آلاء يونس، بحضور معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وسلوى مقدادي، مدير مركز المورد، وقد تم تنظيم الندوة بالتعاون بين مؤسسة الأتاسي للثقافية والفنون في دبي ومركز المورد ومعهد جامعة نيورك أبوظبي. وفي مستهل الندوة قدمت الأستاذة شيرين الأتاسي، مديرة مؤسسة الأتاسي، كلمة عبرت فيها عن شكرها العميق للشاعر أدونيس لقدومه إلى الإمارات للإسهام في إطلاق النسخة الإنجليزية من كتاب «حوار فاتح – أدونيس: العقل والحدس»، مشيرة إلى أن والدتها استضافت عام 1998 بدمشق، كلاً من الشاعر أدونيس وصديقه الفنان التشكيلي فاتح المدرس للحديث عن العلاقة بين اللوحة الفنية والنص الشعري، وقد استغرق الحوار أربع جلسات مسجلة بالصوت والصورة. وتم إصدار ذلك الحوار الفني/ الأدبي في كتاب عام 2009 في الذكرى العاشرة لوفاة الفنان المدرس. وتحدثت الفنانة التشكيلية منى الأتاسي عن ذلك اللقاء بين الشاعر أدونيس والفنان الرحل فاتح المدرس، وقرأت من استهلال أدونيس في مقدمة النسخة العربية من الكتاب، حيث تم أمس توقيع النسخة الإنجليزية في جامعة نيويورك. وتحدث الشاعر أدونيس قائلاً إنها المرة الأولى يتحدث فيها عن الفن العربي بوصفه رؤية الإنسان للعالم، وباستقلال عن السياسة والدين والقضايا الأخرى، وهذا بحد ذاته حدث ثقافي. وتابع موضحاً: إن فاتح المدرس بالنسبة لي ليس فناناً وشاعراً وروائياً وحسب، ونحن لسنا أمام فنان بالمعنى المهني بارع في تشكيل الألوان ومزجها وابتكار ألوان داخل الألوان، إنما نحن أمام «ظاهرة لوحة»، أمام علاقات وكتل لونية وضوء، واللوحة شريحة ثقافية عن المجتمع الذي يعيش فيه، وكان يكتب بشغف، كان شخصية شاملة، ومشغولاً لا بنجاحه الفردي وإنما مشغول بأن يعطي شيئاً باسم هذه البلاد والأرض التي عاش فيها وينتمي إليها، وهذا الحوار بيننا ليس إلا هماً دار بيننا، وهو جزء من همومنا المشتركة، هذه الهموم المشتركة تتمحور حول العلاقة بالغير، بالإنسان والأرض والوجود. طرحنا أشياء كثيرة ومنها كيف تخرج اللوحة العربية من الحدود التي رسمها الفن في عصر النهضة، كان الفنانون يأخذون اللوحة وينوعون عليها لكن ضمن الأفق الذي رسمته هذه اللوحة، ومثلما خرجنا بحلول على الأشكال التقليدية للشعر، قلنا لماذا لا نخرج عن الأشكال التقليدية بفن التشكيل، وعندنا في تراثنا الإسلامي وما قبل الإسلامي عناصر أساسية تتيح لنا مثل هذا الخروج وخلق لوحة جديدة، وضرب مثلاً بالرسام الفرنسي هنري ماتيس الذي كسر المألوف في اللوحة، وأدخل فيها عناصر من الخرقة العادية إلى القطعة الهندسية أو أي شيء آخر، حتى يبعد اللوحة أن تكون مجرد فضاء لوني، مثل القصيدة لا ينبغي أن تكون مجرد فضاء لغوي، لا بد أن تكون النظرة أعمق إلى ما وراء السطح الظاهري، لأن لكل عمل فني بعداً أفقياً وبعداً عمودياً، وبدون البعد العمودي لا معنى للفن.

مشاركة :