اتهمت السلطات الأمنية بمحافظة عدن (جنوب اليمن) مساء الأربعاء جماعة الحوثي المدعومة من إيران باغتيال القيادي العسكري البارز اللواء الركن ثابت مثنى جواس، الذي قضي بانفجار سيارة ملغومة شمالي المحافظة. وقال مدير أمن عدن اللواء مطهر علي ناجي، في برقية العزاء، إن جماعة الحوثيين "مستمرة باغتيال الكوادر الجنوبية، في محاولة لإفراغ الوطن من كافة العقول السياسية والاقتصادية والعسكرية". وشدد ناجي على أن الأجهزة الأمنية "لن تقف مكتوفة الأيادي وأن القتلة سيلقون جزاءهم الرادع ولو بعد حين". وكانت سيارة مفخخة قد تمكنت من اختراق موكب ضم قيادات عسكرية وأمنية ومدنية مساء الأربعاء في المدينة الخضراء، شمال شرق محافظة عدن، قبل أن تنفجر بالقرب من سيارة تقل قائد محور العند العسكري قائد اللواء 131 مشاة اللواء الركن ثابت جواس، مما أدى إلى مقتله وثلاثة من مرافقيه، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين، وفق مصادر أمنية. وأوضح مصدر أمني، طلب عدم نشر اسمه، أن "سيارة صغيرة مفخخة ارتطمت بسيارة قائد محور العند العسكري، بينما كانت متوقفة قبالة محطة اليمداء لتعبئة البنزين على مدخل المدينة الخضراء شرقي عدن". وأعلنت قناة تلفزيون عدن المستقلة وفاته، وبثت لقطات لسيارته وقد اشتعلت فيها النيران. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان "ننعى إلى الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة اللواء الركن ثابت مثنى ناجي جواس، قائد محور العند، قائد اللواء 131 مشاة الذي استشهد اليوم (الأربعا) في عملية إرهابية جبانة، نفذها عدد من العناصر الإرهابية بمدينة عدن". وأضافت أن جواس "شارك بشجاعة في مواجهة الميليشيا الحوثية ومشروعها الإيراني في محافظة صعدة، ووقف ببسالة أمام مخططاتها التمددية وفي مواجهة مشاريع التمرد والإرهاب". ولم يعلن المتمردون الموالون لإيران مسؤوليتهم عن تصفية اللواء جواس، لكن رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين لدى جماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى ألمح إلى ذلك عبر تغريدة، بعد وقت وجيز من اغتياله وعلّق على الحادثة مستدلا بالآية القرآنية "إنا من المجرمين منتقمون" ومرفقا صورة اللواء الركن ثابت جواس. ويعد اللواء جواس أحد أشهر القيادات العسكرية التي قادت جبهات القتال ضد جماعة الحوثي خلال الحروب الست، التي شهدتها بعض مديريات محافظة صعدة ما بين 2004 و2006، ويتهمه الحوثيون بالمسؤولية عن مقتل مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي في محافظة صعدة شمالي اليمن عام 2004، الأمر الذي نفاه الأول. وفي العام 2021، أصدرت سلطات الحوثيين حكما بالإعدام على اللواء جواس، إلى جانب 74 قياديا عسكريا لدى قوات الجيش اليمني. وقال موقع "درع الجنوب"، الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية، إن "توجيهات من محافظ محافظة عدن أحمد لملس، ومحافظ لحج اللواء عبدالله التركي، صدرت للأجهزة الأمنية في المحافظتين برفع جاهزيتها إلى الحالة القصوى، عقب عملية اغتيال اللواء الركن جواس". ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن "التوجيهات نصّت على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في المنافذ الرابطة بين العاصمة عدن ومحافظة لحج، لرصد أي عناصر إرهابية على صلة بالعملية الغادرة التي استهدفت الشهيد اللواء ثابت مثنى جواس ومرافقيه". وأشار إلى "جهود مشتركة بين قيادتي السلطتين المحليتين في عدن ولحج بإجراءات التحقيقات والتحريات وتكثيف الجهود، لملاحقة الأيادي الآثمة والعناصر الإرهابية الجبانة التي خططت ونفذّت العملية الإرهابية الجبانة". وبعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عبر الوكالة الرسمية، برقية عزاء ومواساة في "استشهاد اللواء ثابت جواس". وأشاد هادي بـ"مناقب الشهيد التي جسدها خلال مشوار حياته دفاعا عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية، ومواجهة الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا في مختلف الجبهات والمواقع". كما قال المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان نعي، إن "المصاب جلل والخسارة كبيرة وفادحة على شعبنا وقواته المسلحة". وتابع "كل ما نقوله في ذات المصاب وفي رثاء قائد بحجم الشهيد البطل اللواء ثابت مثنى جواس لن يخفف عنا ثقل الخسارة". وقبل تحقيق الوحدة اليمنية في مايو 1990، كان "جواس" قائدا للواء "باصهيب"، ثم نُصب قائدا للواء نفسه حتى عام 1994، وبعدها انتقل إلى قوات الفرقة الأولى "مدرع"، التي كان يقودها نائب رئيس الجمهورية الحالي اللواء علي محسن الأحمر. ShareWhatsAppTwitter
مشاركة :