ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرأي العام العالمي التحرك لوقف الحرب الروسية على بلاده، في تصريح يعكس تنامي الإحباط الأوكراني. وقال زيلينسكي في خطاب وجهه إلى شعبه عبر رسالة مصورة “علينا جميعا إيقاف روسيا وعلى العالم إيقاف الحرب. أنا ممتن لكل من يعمل على دعم أوكرانيا”، مضيفا “أريد منكم (شعوب العالم) أن تعارضوا الحرب”. وحث الرئيس الأوكراني الدول الغربية المجتمعة في بروكسل الخميس على اتخاذ “خطوات جادة” لمساعدة كييف في محاربة الغزو الروسي، فيما يعقد حلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي اجتماعات قمة في خطوة غير مسبوقة. وبينما وعد القادة بزيادة الدعم لأوكرانيا، قلل دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي من التوقعات بفرض عقوبات ضخمة جديدة على روسيا، وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مجددا أن الحلف لن يرسل قوات أو طائرات إلى أوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب مصور الخميس “في هذه القمم الثلاث سنرى من هو صديقنا ومن هو شريكنا ومن باعنا وخاننا”. ماريا زاخاروفا: على أوكرانيا أن تدرك حتمية الحياد لوقف العملية الخاصة وأشار إلى أنه يتوقع “خطوات جادة” من الحلفاء الغربيين، وجدد الدعوات لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وشكا من أن الغرب لم يزود بلاده بطائرات أو أنظمة مضادة للصواريخ أو دبابات أو أسلحة مضادة للسفن. ورغم عدم إرسال قوات أو طائرات، فإن دول الحلف وعددها 30، التي يساورها القلق من احتمال أن تصعد روسيا الحرب مع جارتها بعد صراع طاحن بدأ قبل شهر، ستوافق على إرسال معدات إلى كييف للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات بيولوجية وكيمياوية ونووية. وقال زعيم تلو الآخر لدى وصولهم إلى اجتماع حلف الأطلسي، إن الهدف هو تقديم يد العون لأوكرانيا في الدفاع عن نفسها. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “لقد تجاوز فلاديمير بوتين بالفعل الخط الأحمر للهمجية”، وأضاف “كلما زادت عقوباتنا… كلما استطعنا فعل المزيد لمساعدة أوكرانيا… وكلما انتهى هذا الأمر بسرعة”. وقال جونسون في وقت سابق إن أحد الخيارات المطروحة هو معرفة ما إذا كان يمكن فعل المزيد لمنع الرئيس الروسي من الوصول إلى احتياطياته من الذهب، مما قد يمنع الناس من شراء الذهب الروسي لتحويله إلى عملة صعبة. ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، أسفر الغزو الروسي عن مقتل الآلاف وتسبب في نزوح ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة بينهم أكثر من 3.6 مليون فروا من البلاد. ويقول الرئيس الروسي فلادمير بوتين إن قواته تقوم “بعملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا، وتقول أوكرانيا والغرب إن بوتين يشن حربا عدوانية غير مبررة. وعزز الحلف وجوده على حدوده الشرقية ونشر حوالي 40 ألف جندي من بحر البلطيق إلى البحر الأسود. ومن المتوقع أن يوافق القادة على نشر أربع وحدات قتالية جديدة في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا لطمأنة الدول عند جناحه الشرقي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس، إنه إذا أدركت كييف حتمية الحل السلمي لنزع السلاح وتطبيق الحياد، سيجعل ذلك نهاية العملية العسكرية الخاصة أسرع. وأشارت زاخاروفا في مؤتمر صحافي إلى أن “المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني حول مشروع معاهدة لتسوية الوضع في أوكرانيا وحيادها وضمانات أمنها، جارية حاليا عبر مؤتمرات الفيديو”. وأضافت “تجري حاليا مناقشة الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية”. وتابعت “نأمل أن تتوصل كييف مع ذلك إلى إدراك حتمية الحل السلمي لمشكلة نزع السلاح، وتحولها إلى دولة محايدة”. الغزو الروسي أسفر عن مقتل الآلاف وتسبب في نزوح ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا وفي الرابع والعشرين من فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو. وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”. وأعلنت نائب رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على فيسبوك، أن الروس والأوكرانيين أجروا عملية تبادل أسرى الخميس. وكتبت “مقابل عشرة محتلّين تم أسرهم، استعدنا عشرة من جنودنا”، مؤكّدة أن تلك العملية كانت “أول تبادل فعلي لأسرى الحرب” مع روسيا منذ بداية هجومها على أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، أرسل 11 بحارا مدنيا روسيا كانوا قد نجوا من سفينة غرقت في البحر الأسود قرب أوديسا إلى روسيا، في مقابل عودة 19 بحارا مدنيا إلى أوكرانيا أسرهم الروس. والأربعاء، أكّدت وزارة الخارجية الروسية أنه تم تنظيم أول عمليتي تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي، دون تحديد موعدهما أو عدد الأسرى المعنيين. وقبل يومين، ذكرت تاتيانا موسكالكوفا مندوبة حقوق الإنسان في الكرملين تبادل تسعة سجناء روس في أوكرانيا مع إيفان فيدوروف رئيس بلدية ميليتوبول وهي مدينة أوكرانية (جنوب شرق) احتلتها موسكو. وكانت فيريشتشوك أكدت الأربعاء عملية التبادل المرتبطة برئيس بلدية ميليتوبول، لكنها أضافت أنه لم يكن هناك عمليات أخرى.
مشاركة :