تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد في خطبة اليوم عن شهر رمضان وفضل الصيام، موصيًا فضيلته المسلمين بتقوى الله عزوجل. وقال: تذهب الليالي والأيام ِسراعا، والعام يطوي شهوره تِباعا، وسنَّة الله في كونه: قدوم وفوات، والَّله أكرم عباَده؛ فشر َع لهم مواسم في الَّدهر تغفر فيها الذنوب والخطيئات، و يتزود فيها من الأعمال الصالحات وفي العام شهر هو خير الشهور، بعث الله فيه رسوله وأنزل فيه كتاَبه، يرتِقبه المسلمون في كل حو ٍل وفي نفوسهم له َبْهجة، ُيؤدون فيه ركنا من أركان الإسلام؛ ُيفعُل خالصًا و َيتلذذ فيه المسلم جائعاً يحقق العبد فيه معنى الإخلاص لينطلق به إلى سائر العبادات بعيدًا عن الرياء، ثواب صومه لا حد له من الُمضاعفة . وأكد على أن الصيام يصلح النفوس، و َيدفع إلى اكتساب المحامد والُبعد عن المفاسد، به ُتغَفر الذنوب و ُتكَّفُر الَّسِّيئات؛ يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: « َمن َصام َرَمضاَن إِيمانًا َواحتِسابًا؛ ُغِفر َله َما َتقد َم مِن َذنبِه». وأضاف “بن حميد”: والقرآن العظيُم أصل الدين وآية الرسالة، نزل في أفضل الشهور: (شهُر َرمَضان َالذي ُأنزل فِيه الُقرآن)، ونزوُله فيه إيماء لهذه الأمة بالإكثار من تلاوته وتدبره، وكان جبريل عليه السلام َينز ُل من السماء ويدارس فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي العام الذي ُتوفي فيه َعرض عليه َالقرآن مرتين، وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان َأقبَل على تلاوة القرآن وترك الحديَث وأهله. وأردف: الأيام صحائف الأعمار، والسعيد من خلدها بأحسن الأعمال، وَمْن نقَلُه الَّلُه من ذِّل المعاصي إلى عِّز الطاعة أغناه بلا ماٍل، وآنَسه بلا أنيس، وراحُة النفس في قَّلة الآثام، ومن عرف رَّبه اشتغل به عن هوى نفسه، وبعض الناس أرخص ليالَيه الَّثمينة بالَّلْهِو وما لانفع فيه،فإذا انقضى شهر الصيام ربِح النَّاس وهو الخاسر، ومِن النَّاس َمن يصوُم وهو لاُيصِّلي، والصوم لاُ يقَبُل إَّلا بتوحيد وصلاة. وأشار إمام المسجد النبوي إلى أن مِن خير ما يستقبل به رمضان: مداومة الاستغفار، والإكثار من حمد الله على بلوغه، والسابقون للخيرات هم السابقون إلى رفيع الدرجات في الجنَّة، فتعرضوا لأسباب رحمة الله في شهره الكريم، وتناَفسوا في عمل البر والخيرات، واستكثِروا فيه من أنواع الإحسان، وترفعوا عن الغيبة والنَّميمة وسائر الخطيئات، ولا يفوتك خير بسبب سهٍر على غير طاعة، ولا يصدك نوم عن عبادة، وإن استطعت أن لا َيسبِقك إلى الله أحد فافعل.
مشاركة :