اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم الثلثاء (1 ديسمبر/ كانون الأول 2015) قطر بعدم القيام "بشيء تقريباً" لتحسين ظروف العمال الأجانب الذين يعمل معظمهم في مشاريع مرتبطة بكأس العالم لكرة القدم 2022، على رغم ضغوط دولية وانتقادات واسعة. وحضت المنظمة في تقريرها الصادر عشية الذكرى الخامسة لمنح قطر حق استضافة البطولة التي تعد من الأبرز رياضياً في العالم، الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الدفع باتجاه تعديل ظروف العمال سريعاً. وقالت "على رغم الكشف العلني الهائل عن الظروف المزرية التي يواجهها معظم عمال البناء الأجانب، لم تقم السلطات القطرية بشيء تقريباً لإنهاء الاستغلال المزمن للعمالة". وحضت المنظمة الحقوقية الدولية الاتحاد الدولي لكرة القدم وكبار رعاة البطولة، على الضغط سريعاً من أجل تغيير ذلك قبل فوات الأوان. وقال الباحث في المنظمة في شئون العمال الأجانب في الخليح مصطفى قدري إن "ما تم القيام به لمعالجة استغلال العمال الأجانب قليل جداً". وأضاف "الإصلاحات المقترحة من الحكومة تفشل في معالجة القضايا الأساسية التي تترك العديد من العمال تحت رحمة موظِفيهم، وحتى هذه التغييرات تم إرجاؤها"، مؤكداً أنه "في حال عدم التحرك قريباُ، على كل محب لكرة القدم يزور قطر في العام 2022، إن يسأل نفسه كيف يمكنه التأكد من أنه لا يستغل دماء وعرق ودموع العمال الأجانب". وافتتحت قطر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني "مدينة عمالية" تتسع لنحو 70 ألف عامل أجنبي، في خطوة قال المشرفون عليها إنها تشكل "نموذجاً" لمشاريع أخرى مماثلة سيتم العمل عليها لتحسين ظروف إقامة العمال. إلا أن منظمة العفو اعتبرت أن قطر لم تحقق تغييرات في مجالات أساسية، منها منح العمال حق تغيير الوظيفة أو مغادرة البلاد أو الانضمام لنقابات، متحدثة عن "تقدم محدود" في دفع الرواتب والصحة والسلامة. ونقلت عن عامل قوله إن صاحب العمل نهره عندما شكا سوء المعاملة. وقال "ذهبت إلى مكتب المدير وقلت له أريد العودة إلى بلادي لأن دفع الرواتب دائم التأخر. صرخ بوجهي قائلاً: تابع العمل أو لن تغادر أبداً". ويوجد في قطر قرابة 1.8 مليون عامل أجنبي، يعمل معظمهم في مشاريع مرتبطة ببطولة كأس العالم، كالمنشآت الرياضية ومشاريع البنى التحتية.
مشاركة :